الصلة الاجتماعيّة بين الفرد العامل ونتيجة عمله.
فالقاعدة الشيوعيّة في هذا المجال: (أن العمل سبب لتملّك المجتمع لا الفرد).
والقاعدة الاشتراكيّة: (أنّ العمل سبب لقيمة المادّة، و بالتالي سبب تملّك العامل لها).
والقاعدة الإسلاميّة: (أنّ العمل سبب لتملّك العامل للمادّة، و ليس سببا لقيمتها). فالعامل حين يستخرج اللؤلؤ لا يمنحه بعمله هذا قيمته، وإنّما يملكه بهذا العمل.
دور الحاجة في التوزيع:
إنّ العمل هو الأداة الرئيسيّة الاولى في جهاز التوزيع، بوصفه أساساً للملكيّة كما عرفنا قبل لحظة. والأداة الاخرى التي تساهم في عمليّة التوزيع مساهمة رئيسيّة هي الحاجة.
والدور المشترك الذي يؤدّيه العمل والحاجة معاً في هذا المجال هو الذي يحدّد الشكل الأوّلي العامّ للتوزيع في المجتمع الإسلامي.
ويمكننا لإيضاح هذا الدور المشترك الذي تساهم فيه الحاجة أن نقسّم أفراد المجتمع إلى ثلاث فئات: فإنّ المجتمع يحتوي عادة على فئة قادرة- بما تتمتّع به من مواهب وطاقات فكريّة وعمليّة- على توفير معيشتها في مستوىً مرفّه غني، وفئة اخرى تستطيع أن تعمل ولكنّها لا تنتج في عملها إلّاما يشبع ضروراتها ويوفّر لها حاجاتها الأساسيّة، وفئة ثالثة لا يمكنها أن تعمل لضعف بدني أو عاهة عقليّة، وما إلى ذلك من الأسباب التي تشلّ نشاط الإنسان، وتقذف به خارج نطاق العمل والإنتاج.