كما لم يسلب الجماعة كرامتها ولم يهدّد حياتها، وبذلك امتاز عن أجهزة التوزيع المختلفة التي جرّبها الإنسان على مرّ التاريخ.
وجهاز التوزيع في الإسلام يتكوّن من أداتين رئيسيّتين، وهما: العمل والحاجّة، ولكلٍّ من الأداتين دورهما الفعّال في الحقل العامّ للثروة الاجتماعيّة.
وسوف نتناول كلّاً من الأداتين بالدرس لنعرف دورها الذي تؤدّيه في مجال التوزيع، مع المقارنة بين مكانة العمل والحاجة في جهاز التوزيع الإسلامي للثرورة، ومكانتهما في التصاميم والنظريّات الاخرى للتوزيع التي تقوم على اسس شيوعيّة واشتراكيّة ورأسماليّة.
دور العمل في التوزيع:
لكي نعرف دور العمل في التوزيع يجب أن ندرس الصلة الاجتماعيّة بين العمل والثروة التي ينتجها. فالعمل ينصبّ على مختلف المواد الطبيعيّة: فيستخرج المعدن من الأرض، ويقتطع الخشب من الأشجار، ويغوص على اللؤلؤ في البحر، ويصطاد طائراً من الجوّ .. إلى غير ذلك من الثروات والموادّ التي يحصل عليها الإنسان من الطبيعة عن طريق العمل. والسؤال الذي نعالجه بهذا الصدد هو: ماذا تكتسب المادّة من طابع اجتماعي بسبب العمل؟ وما هي علاقة العامل بالثروة التي حصل عليها عن طريق عمله؟
فهناك الرأي القائل: بانقطاع الصلة الاجتماعيّة بين العمل والعامل وموضوعه، فليس للعمل أو العامل من حقٍّ إلّافي إشباع حاجته مهما كان عمله؛ لأنّ العمل ليس إلّاوظيفة اجتماعيّة يؤدّيها الفرد للمجتمع، فيكافئه عليها المجتمع بضمان حاجاته.
ويتّفق هذا الرأي مع وجهة نظر الاقتصاد الشيوعي، فإنّ الاقتصاد الشيوعي