الاجتماعي كلّه لأشكال الإنتاج- نستطيع أن نقرّر انفصال علاقات التوزيع عن شكل الإنتاج. فمن الممكن لنظام اجتماعي واحد أن يقدّم للمجتمع الإنساني علاقات توزيع صالحة له في مختلف ظروف الإنتاج وأشكاله، وليس كلّ نوع من علاقات التوزيع مرهوناً بشكل معيّن من أشكال الإنتاج لا يسبقه ولا يتأخّر عنه كما ترى الماركسيّة.
وعلى هذا الأساس يختلف الإسلام والماركسيّة في نظرتهما إلى أنظمة التوزيع الاخرى التي طُبّقت في التاريخ وحكمهما في حقّ تلك الأنظمة.
فالماركسيّة تدرس كلّ نظام للتوزيع من خلال ظروف الإنتاج السائدة في المجتمع، فتحكم بأ نّه نظام صالح إذا كان يواكب نموّ القوى المنتجة، وبأ نّه نظام فاسد تجب الثورة عليه إذا كان عقبة في طريقها الصاعد. ولهذا نجد أنّ الماركسيّة تبارك الرقّ على أبعد مدى وبأفظع صورة في المجتمع الذي يعيش على الإنتاج اليدوي للإنسان؛ لأنّ مثل هذا المجتمع لا يمكن أن يدفع إلى مضاعفة النشاط المنتج إلّاإذا رفعت السياط على رؤوس الكثرة الكاثرة من أفراده، واجبروا على العمل تحت وقع السياط ووخز الخناجر، فمن يباشر عمليّة الإرهاب الهائل ويمسك السوط بيده هو الرجل التقدّمي والطليعة الثوريّة في ذلك المجتمع؛ لأنّه الساهر دون وعي على تحقيق إرادة التاريخ. وأمّا ذاك الفرد الآخر الذي يستنكف عن الاشتراك في عمليّة الاسترقاق، ويترك هذه الفرصة الذهبيّة فهو جدير بكلّ النعوت التي يطلقها الاشتراكيّون اليوم على الرأسمالي؛ لأنّه رجل يعارض عمليّة التقدّم البشري.
وأمّا الإسلام فهو يحكم على كلّ نظام في ضوء صلته بالحاجات الإنسانيّة المتنوّعة التي يجب على النظام تكييف الحياة تكييفاً يضمن إشباعها بوصفها الأساس لنشوء الحياة الاجتماعيّة، ولا يعتبر هذا الشكل أو ذاك من أشكال