مقدّمة الطبعة الاولى
كلمة المؤلّف
كنّا يا قرّائي الأعزّاء على موعد منذ افترقنا في كتاب (فلسفتنا)، فقد حدّثتكم: أنّ (فلسفتنا) هي الحلقة الاولى من دراساتنا الإسلامية، بوصفها دراسة تعالج الصرح الإسلامي الشامخ، الصرح العقائدي للتوحيد، وتتلوها بعد ذلك الدراسات التي تتعلّق بالبنيات الفوقية في ذلك الصرح الإسلامي، لتكتمل لنا في نهاية المطاف صورة ذهنية كاملة عن الإسلام، بوصفه عقيدة حيّة في الأعماق، ونظاماً كاملًا للحياة، ومنهجاً خاصاً في التربية والتفكير.
قلنا هذا في مقدّمة (فلسفتنا)، وكنّا نقدّر أن يكون (مجتمعنا) هو الدراسة الثانية في بحوثنا، نتناول فيها أفكار الإسلام عن الإنسان وحياته الاجتماعية، وطريقته في تحليل المركّب الاجتماعي وتفسيره، لننتهي من ذلك إلى المرحلة الثالثة، إلى النظم الإسلامية للحياة التي تتّصل بأفكار الإسلام الاجتماعية، وترتكز على صرحه العقائدي الثابت. ولكن شاءت رغبة القرّاء الملحّة أن نؤجّل (مجتمعنا)، ونبدأ بإصدار (اقتصادنا) عجلة منهم في الاطلاع على دراسة مفصّلة للاقتصاد الإسلامي في فلسفته واسسه وخطوطه وتعاليمه.
وهكذا كان، فتوفّرنا على إنجاز (اقتصادنا) محاولين أن نقدّم فيه الصورة الكاملة نسبياً عن الاقتصاد الإسلامي، كما نفهمه اليوم من مصادره وينابيعه.