انسجامه مع هذا المخطّط أو ذاك.
إنّ الإنسان الاوروبي ينظر إلى الأرض دائماً لا إلى السماء، وحتّى المسيحية- بوصفها الدين الذي آمن به هذا الإنسان مئات السنين- لم تستطع أن تتغلّب على النزعة الأرضية في الإنسان الاوروبي، بل بدلًا عن أن ترفع نظره إلى السماء استطاع هو أن يستنزل إله المسيحية من السماء إلى الأرض ويجسّده في كائن أرضي.
وليست المحاولات العلمية للتفتيش عن نَسب الإنسان في فصائل الحيوان وتفسير إنسانيّته على أساس التكييف الموضوعي من الأرض والبيئة التي يعيش فيها أو المحاولات العلمية لتفسير الصرح الإنساني كلّه على أساس القوى المنتجة التي تمثّل الأرض وما فيها من إمكانات ليست هذه المحاولات إلّاكمحاولة استنزال الإله إلى الأرض في مدلولها النفسي، وارتباطها الأخلاقي بتلك النظرة العميقة في نفس الإنسان الاوروبي إلى الأرض وإن اختلفت تلك المحاولات في أساليبها وطابعها العلمي أو الاسطوري.
وهذه النظرة إلى الأرض أتاحت للإنسان الاوروبي أن ينشئ قيماً للمادّة والثروة والتملّك تنسجم مع تلك النظرة.
وقد استطاعت هذه القيم التي ترسّخت عبر الزمن في الإنسان الاوروبي أن تعبّر عن نفسها في مذاهب اللذّة والمنفعة التي اكتسحت التفكير الفلسفي الأخلاقي في اوروبا؛ فإنّ لهذه المذاهب بوصفها نتاجاً فكرياً اوروبياً سجّل نجاحاً كبيراً على الصعيد الفكري الاوروبي لها مغزاها النفسي ودلالتها على المزاج العام للنفس الاوروبية.
وقد لعبت هذه التقييمات الخاصّة للمادّة والثروة والتملّك دوراً كبيراً في