وأمّا الكتاب الكريم فقد استدلّ منه بالآية الكريمة «إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ».

بدعوى: أنّ كلمة «رجس» تدلّ على النجاسة، ولو من ناحية دعوى الشيخ الطوسيّ الإجماع على كون الرجس بمعنى النجس‏[1].

ويمكن أن يورد على هذا الاستدلال بالوجوه الآتية:

أوّلًا: أ نّه عَطَفَ على الخمر الميسر بمعنى القمار، وهو عمل لا تعقل نجاسته، فلابدّ أن يراد بالرجس معنىً يناسب جعله وصفاً للعين والعمل معاً، وهو الحزازة والخباثة.

ويمكن أن يقال: إنّ الميسر يطلق على ما يلعب به، وقد جاءت عدّة رواياتٍ تفسّر الآية بذلك.

ففي رواية جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لمّا أنزل اللَّه على رسوله صلى الله عليه و آله «إنّما الخمرُ والميسِرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ من عملِ الشيطانِ فاجتنبوه» قيل: يا رسول اللَّه، ما الميسر؟ فقال: كلّما تُقُومِرَ به، حتّى‏ الكِعاب والجوز. قيل:

فما الأنصاب؟ قال: ما ذبحوا لآلهتهم. قيل: فما الأزلام؟ قال: قداحهم التي يستقسمون بها[2]. ومثلها رواية العياشيّ في تفسيره‏[3].

وثانياً: أنّ الرجس لم يحمل على نفس الخمر والميسر والأنصاب والأزلام بقرينة قوله: «من عمل الشيطان»، بل ما حمل عليه الرجس إنّما هو عمل من‏

 

[1] تهذيب الأحكام 1: 278

[2] وسائل الشيعة 17: 165، الباب 35 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 4

[3] تفسير العيّاشي 1: 105- 106، الحديث 311. وعنه في وسائل الشيعة 17: 325، الباب 104 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 11