رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: «رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ فاطمة فقد أحبّني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني»[1]. قالا: نعم سمعناه من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قالت: فإنّي اشِهد اللَّه وملائكته أ نّكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبيّ صلى الله عليه و آله لأشكونّكما عنده[2].
ويصوّر لنا هذا الحديث مدى اهتمامها بتركيز الاعتراض على خصميها ومجاهرتهما بغضبها ونقمتها؛ لتخرج من المنازعة بنتيجةٍ لا نريد درسها والانتهاء فيها إلى رأيٍ معيّن؛ لأنّ ذلك خارج عن دائرة عنوان هذا البحث، ولأ نّنا نُجِلّ الخليفة عن أن ندخل معه في مثل هذه المناقشات، وإنّما نسجّلها لتوضيح أفكار الزهراء- صلوات اللَّه عليها- ووجهة نظرها فقط، فإنّها كانت تعتقد أنّ النتيجة التي حصلت عليها هي الفوز المؤكَّد في حساب العقيدة والدين، وأعني بها: أنّ الصدِّيق قد استحقّ غضب اللَّه ورسوله صلى الله عليه و آله بإغضابها، وآذاهما بأذاها؛ لأنّهما يغضبان لغضبها ويسخطان لسخطها بنصّ الحديث النبويّ الصحيح؛ فلا يجوز أن
[1] صحّت عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عبائر متعدّدة بهذا المعنى، فقد جاء عنه في الصحيح أ نّه قال لفاطمة عليها السلام:« إنّ اللَّه يغضبُ لغضبك، ويرضى لرضاك ..» وقال:« فاطمة بضعةٌ منّي يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها ..». راجع: صحيح البخاري 5: 83، باب 43، حديث رقم 232، وصحيح مسلم 4: 1902، حديث رقم 2449، ومستدرك الحاكم 3: 167، حديث رقم 4730، وذخائر العقبى: 39، ومسند أحمد بن حنبل 4: 328، جامع الترمذي 5: 699، الصواعق المحرقة: 190.( المؤلّف قدس سره)
[2] تجد حديث غضب فاطمة عليها السلام على أبي بكر في صحيح البخاري 5: 5 والجزء 6: 196، وصحيح مسلم 2: 72، ومسند أحمد 1: 6، وتأريخ الطبري 2: 236، وكفاية الطالب: 266، وسنن البيهقي 6: 300.( المؤلّف قدس سره)