تطلب لقرينها المملكة الإسلامية كلّها وليس له فيها حقّ.
ونخرج من البحث بنتيجة وهي أنّ تأميم الصدِّيق لفدك يمكن تفسيره:
1- بأنّ الظرف الاقتصادي الخاصّ دعا إلى ذلك.
2- بأنّ أبا بكر خشي أن يصرف عليٌّ ثروة قرينته في سبيل التوصّل إلى السلطان.
وإنّ موقفه من دعاوى الزهراء بعد ذلك واستبساله في رفضها قد يكون مردّه إلى هذين السببين:
1- إلى مشاعر عاطفية كانت تنطوي عليها نفس الخليفة رضى الله عنه عرضنا لجملة من أسبابها فيما سبق.
2- وحدة سياسية عامّة بنى عليها الصدِّيق سيرته مع الهاشميين وقد تبيّناها من ظواهر الحكم يومئذٍ.
[خصائص الإمام عليّ عليه السلام وموقفه من الخلافة:]
لعلّ أعظم رقم قياسي ضربه أمير المؤمنين- عليه الصلاة والسلام- للتضحية في سبيل الإسلام والإخلاص للمبدأ إخلاصاً جرّده عن جميع الاعتبارات الشخصية وأقام منه حقيقة سامية سموّ المبدأ ما بقي للمبدأ حياة هو الرقم الذي سجّله بموقفه من خلافة الشورى وقدّم بذلك في نفسه مثلًا أعلى للتفاني في المبدأ الذي صار شيئاً من طبيعته.
إن كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قد تمكّن من محو ضلال الوثنية، فقد استطاع أن يجعل من عليّ بما أفاض عليه من حقائق نفسه عيناً ساهرة على القضية الإلهية، فنامت فيه الحياة الإنسانية بأهوائها ومشاعرها وصار يحيا بحياة المبدأ