يا مبادئ محمّدٍ صلى الله عليه و آله و سلم التي جرت في عروقي منذ ولدت كما يجري الدم فيالعصب، إنّ الرجل الذي هجم عليكِ في بيتك المكّي الذي أقامه النبيّ مركزاً لدعوته قد هجم على آل محمّدٍ صلى الله عليه و آله و سلم في دارهم، وأشعل النار فيها أو كاد …
يا روحَ امّي العظيمة، إنّكِ ألقيتِ عليَّ درساً خالداً في حياة النضال الإسلامي بجهادك الرائع في صفّ سيّد المرسلين صلى الله عليه و آله و سلم، وسوف أجعل من نفسي خديجة عليّ في محنته القائمة.
لبّيكِ لبّيكِ يا امّاه، إنّي أسمع صوتك في أعماق روحي يدفعني إلى مقاومة الحاكمين.
فسوف أذهب إلى أبي بكر لأقول له: «لقد جئت شيئاً فريّاً، فدونكها مخطومةً مرحولةً تلقاك يوم حشرك، فنِعم الحكم اللَّه، والزعيم محمّد، والموعد القيامة»[1]، ولُانبّه المسلمين إلى عواقب فعلتهم والمستقبل القاتم الذي بنوه بأيديهم، وأقول: «لقد لقحت فنظرة ريثما تُحلب، ثمّ احتلبوها طلاع القعب دماً عبيطاً …، وهناك يخسر المبطلون، ويعرف التالون، غبّ ما أسّس الأوّلون» (2).
ثمّ اندفعت إلى ميدان العمل وفي نفسها مبادئ محمّدٍ صلى الله عليه و آله و سلم وروح خديجة، وبطولة عليّ، وإشفاقٌ عظيمٌ على هذه الامّة من مستقبلٍ مظلم.
طريق الثورة:
لم يكن الطريق الذي اجتازته الثائرة طويلًا؛ لأنّ البيت الذي انبعث منه شرر الثورة ولهيبها هو بيت عليٍّ عليه السلام، بالطبع الذي كان يصطلح عليه
[1] و( 2) من خطبتها، راجع شرح نهج البلاغة 16: 212 و 251، والاحتجاج 1: 109