رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بيت النبوّة[1]، وهو جار المسجد لا يفصل بينهما سوى جدار واحد[2]، فلعلّها دخلته من الباب المتّصل به والمؤدّي إليه من دارها مباشرة، كما يمكن أن يكون مدخلها الباب العامّ. ولا يهمّنا تعيين أحد الطريقين، وإن كنت ارجِّح أ نّها سلكت الباب العامّ؛ لأنّ سياق الرواية التأريخية التي حكت لنا هذه الحركة الدفاعية يُشعر بهذا، فإنّ دخولها من الباب الخاصِّ لا يكلّفها سيراً في نفس المسجد، ولا اجتياز طريقٍ بينه وبين بيتها، فمن أين للراوي أن يصف مشيها وينعته بأ نّه لا يخرم مشية رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم[3] وهو لم يكن معها بالطبع؟! ولو تصوّرنا أ نّها سارت في نفس المسجد فلا ينتهي سيرها بالدخول على الخليفة، وإنّما يبتدئ بذلك؛ لأنّ من دخلالمسجد صدق عليه أ نّه دخل على من فيه وإن سار في ساحته، مع أنّ الراوي يجعل دخولها على أبي بكر متعقّباً لمشيها، وهذا وغيره يكون قرينةً على ما استقربناه.
النسوة:
وتدلّنا الرواية على أنّالزهراء كانت تصحبُ معها نسوةً من قومها وحفدتها[4] كما سبق ذكره، ومردّ هذه الصحبة وذلك الاختيار للباب العامّ إلى
[1] ينقل الرواة والمؤرخون أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم استمرّ أكثر من ستّة أشهرٍ بعد نزول آية التطهير يقف على باب دار عليٍّ وفاطمة عليهما السلام عند ذهابه إلى الصلاة، وهو يقول:« السلام عليكم يا أهل البيت». راجع مسند أحمد بن حنبل 3: 285، والمستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 3: 158
[2] راجع مسند أحمد بن حنبل 4: 369
[3] راجع شرح نهج البلاغة 16: 211
[4] المصدر السابق