[موقع فدك وتطوّراتها التاريخيّة:]
فدك: قرية في الحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وقيل: ثلاثة، وهي أرض يهوديّة في مطلع تأريخها المأثور. وكان يسكنها طائفة من اليهود، ولم يزالوا على ذلك حتّى السنة السابعة، حيث قذف اللَّه بالرعب في قلوب أهليها، فصالحوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم على النصف من فدك. وروي: أ نّه صالحهم عليها كلّها[1].
وابتدأ بذلك تأريخها الإسلامي، فكانت مِلكاً لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم؛ لأنّها ممّا لم يُوجَف عليها بخيلٍ ولا ركاب[2]، ثمّ قدّمها لابنته الزهراء، وبقيت عندها حتّى تُوفّي أبوها صلى الله عليه و آله و سلم، فانتزعها الخليفة الأوّل رضى الله عنه- على حدّ تعبير صاحب الصواعق المحرقة[3]– وأصبحت من مصادر الماليّة العامّة وموارد ثروة الدولة
[1] راجع معجم البلدان لياقوت الحموي 4: 238- 239، وفتوح البلدان: 42- 46
[2] كما هو مقتضى قوله تعالى:« وَ ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ» الحشر: 6
[3] راجع الصواعق المحرقة: 53