3- إنّ معنى الاعتراض بها التهيّؤ للثورة بأوسع معانيها، وهذا ما لم يكن يريده الإمام.
4- إنّ اتّهام عمر للنبيّ صلى الله عليه و آله في آخر ساعاته عرّف عليّاً بمقدار تفاني الحاكمين في سبيل مراكزهم، ومدى استعدادهم لتأييدها والمدافعة عنها، وجعله يخاف من تكرّر شيءٍ من ذلك فيما إذا أعلن عن نصوص إمامته.
انتهى الإمام إلى قرارٍ حاسم، وهو: ترك الثورة وعدم التسلّح بالنصوص في وجه الحاكمين جهاراً وعلانيةً إلّاإذا اطمأنّ إلى قدرته على تجنيد الرأي العام ضدّ أبي بكر وصاحبيه، وهذا ما أخذ يحاوله عليّ في مِحنَته آنذاك.
فبدأ يطوف سِرّاً على زعماء المسلمين ورجالات المدينة، يعظهم ويذكّرهم ببراهين الحقّ وآياته، وإلى جانبه قرينته تعزّز موقفه وتشاركه في جهاده السرّي[1]، ولم يكن يقصد بذلك التطواف إنشاء حزبٍ يتهيّأ له القتال به؛ لأ نّنا نعرف أنّ عليّاً كان له حزب من الأنصار هتف باسمه، وحاول الالتفاف حوله، وإنَّما أراد أن يمهّد بتلك المقابلات لإجماع الناس عليه.
[المعارضة الفاطميّة ودورها في الثورة:]
وهنا تجيء مسألة فدك لتحتلّ الصدارة في السياسة العلوية الجديدة، فإنّ الدور الفاطميّ الذي رسم هارون النبوّة خطوطه بإتقانٍ كان متّفقاً مع ذلك
[1] راجع شرح نهج البلاغة 6: 13، أخرج عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام:« أنّ عليّاً حَملَ فاطمة على حمارٍ وسارَ بها ليلًا إلى بيوت الأنصار يسألهم النصرة، وتسألهم فاطمة الانتصار له»