فهرست

فدک فی التاریخ

[المقدّمة]

1- على مسرح الثورة

[تمهيد:]

مستمسَكات الثورة

طريق الثورة

النسوة

ظاهرة

2- فدك‏

[موقع فدك وتطوّراتها التاريخيّة:]

[القيمة المعنوية والمادّية لفدك:]

3- تأريخ الثورة

[منهج وشروط البحث التاريخي:]

[تقييم التأريخ الإسلامي في عصره الأوّل:]

[وقفة مع العقّاد:]

[بواعث الثورة:]

[دوافع الخليفة الأوّل في موقفه:]

[الأبعاد السياسيّة للثورة:]

[المنازعة في ضوء الظروف المحيطة بها:]

[السقيفة والمعارضون:]

[خصائص الإمام عليّ عليه السلام وموقفه من الخلافة:]

[المعارضة الفاطميّة ودورها في الثورة:]

4- قبسات من الكلام الفاطمي‏

[وصفها للنبيّ صلى الله عليه و آله:]

[مقارنتها بين مواقف عليّ عليه السلام ومواقف الآخرين:]

[خطابها إلى الحزب الحاكم:]

5- محكمة الكتاب‏

[موقف الخليفة تجاه ميراث الزهراء]

[نظرة على الحديث الذي رواه الخليفة:]

[عودٌ على بدء:]

[خلاصة المؤاخذات على الخليفة:]

[معارضة الخبر لصريح القرآن في توريث الأنبياء:]

[المناقشة بين الصدّيقة والخليفة حول النِحلة]

فهرس المصادر

62

مسألةً خاصّةً وكان الهدف تنفيذ خطّةٍ متّفقٍ عليها سابقاً.

الثاني: موقف عمر من مسألة وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم وادّعاؤه أ نّه لم يمت، ولا يستقيم في تفسيره أن نقول: إنّ عمر ارتبك في ساعة الفاجعة وفقد صوابه وادّعى‏ ما ادّعى‏؛ لأنّ حياة عمر كلّها تدلّ على‏ أ نّه ليس من هذا الطراز، وخصوصاً موقفه الذي وقفه في السقيفة بعد تلك القصّة مباشرةً. فالذي تؤثّر المصيبة عليه إلى‏ حدٍّ تفقده صوابه لا يقف بعدها بساعةٍ يحاجج ويجادل ويقاوم ويناضل.

ونحن نعلم أيضاً أنّ عمر لم يكن يرى‏ ذلك الرأي الذي أعلنه في تلك الساعة الحرجة قبل ذلك بأيّامٍ أو بساعاتٍ حينما اشتدّ برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم المرض وأراد أن يكتب كتاباً لا يضلّ الناس بعده، فعارضه عمر وقال: إنّ كتاب اللَّه يكفينا وإنّ النبيّ يهجر، أو: قد غلب عليه الوجع‏[1] كما في صحاح السُنّة. فكان يؤمن بأنّ رسول اللَّه يموت، وأنّ مرضه قد يؤدّي إلى‏ موته، وإلّا لما اعترض عليه.

وقد جاء في تأريخ ابن كثير: أنّ عمر بن زائدة قرأ الآية التي قرأها أبو بكر على‏ عمر قبل أن يتلوها أبو بكر، فلم يقتنع عمر، وإنّما قبل كلام أبي بكر خاصّةً واقتنع به‏[2].

فما يكون تفسير هذا كلّه إذا لم يكن تفسيره: أنّ عمر شاء أن يشيع الاضطراب بمقالته بين الناس لينصرفوا إليها وتتّجه الأفكار نحوها تفنيداً أو تأييداً ما دام أبو بكر غائباً؛ لئلّا يتمّ في أمر الخلافة شي‏ء ويحدث أمرٌ لا بدّ أن يحضره أبو بكر- على‏ حدّ تعبيره- وبعد أن أقبل أبو بكر اطمأنّ باله، وأمِن من‏

 

[1] صحيح البخاري 1: 39، كتاب العلم، باب كتابة العلم، و 9: 137

[2] البداية والنهاية لابن كثير 5: 242