فهرست

فدک فی التاریخ

[المقدّمة]

1- على مسرح الثورة

[تمهيد:]

مستمسَكات الثورة

طريق الثورة

النسوة

ظاهرة

2- فدك‏

[موقع فدك وتطوّراتها التاريخيّة:]

[القيمة المعنوية والمادّية لفدك:]

3- تأريخ الثورة

[منهج وشروط البحث التاريخي:]

[تقييم التأريخ الإسلامي في عصره الأوّل:]

[وقفة مع العقّاد:]

[بواعث الثورة:]

[دوافع الخليفة الأوّل في موقفه:]

[الأبعاد السياسيّة للثورة:]

[المنازعة في ضوء الظروف المحيطة بها:]

[السقيفة والمعارضون:]

[خصائص الإمام عليّ عليه السلام وموقفه من الخلافة:]

[المعارضة الفاطميّة ودورها في الثورة:]

4- قبسات من الكلام الفاطمي‏

[وصفها للنبيّ صلى الله عليه و آله:]

[مقارنتها بين مواقف عليّ عليه السلام ومواقف الآخرين:]

[خطابها إلى الحزب الحاكم:]

5- محكمة الكتاب‏

[موقف الخليفة تجاه ميراث الزهراء]

[نظرة على الحديث الذي رواه الخليفة:]

[عودٌ على بدء:]

[خلاصة المؤاخذات على الخليفة:]

[معارضة الخبر لصريح القرآن في توريث الأنبياء:]

[المناقشة بين الصدّيقة والخليفة حول النِحلة]

فهرس المصادر

47

– كما يقولون- فلم يشأ أن يتعدّ حدود اللَّه تبارك وتعالى‏ في كثيرٍ أو قليل؟ وإنّ لِموقفه الغريب تجاه الزهراء صلةً بموقفه في السقيفة، وأعني بهذه الصلة: الاتّحاد في الغرض، أو اجتماع الغرضين على‏ نقطةٍ واحدة. وبالأحرى‏ أن تقول: على‏ دائرةٍ واحدةٍ متّسعةٍ اتّساع دولة النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم فيها آمال بواسم، وموجات من الأحلام ضحك لها الخليفة كثيراً وسعى‏ في سبيلها كثيراً أيضاً.

[بواعث الثورة:]

إنّنا ندرك بوضوحٍ- ونحن نلاحظ الظرف التأريخي الذي حفَّ بالحركة الفاطميّة- أنّ البيت الهاشميّ المفجوع بعميده الأكبر قد توفّرت له كلّ بواعث الثورة على الأوضاع القائمة، والانبعاث نحو تغييرها وإنشائها إنشاءاً جديداً، وأنّ الزهراء قد اجتمعت لها كلّ إمكانيات الثورة ومؤهّلات المعارضة التي قرّر المعارضون أن تكون منازعةً سلميّةً مهما كلّف الأمر[1].

وإنّنا نحسّ أيضاً إذا درسنا الواقع التأريخي لمشكلة فدك ومنازعاتها بأ نّها مطبوعة بطابع تلك الثورة، ونتبيّن بجلاءٍ أنّ هذه المنازعات كانت في واقعها ودوافعها ثورةً على السياسة العليا وألوانها التي بدت للزهراء بعيدةً عمّا تألفه من ضروب الحكم، ولم تكن حقّاً منازعةً في شي‏ءٍ من شؤون السياسة الماليّة والمناهج الاقتصاديّة التي سارت عليها خلافة الشورى‏، وإن بدت على‏ هذا الشكل في بعض الأحايين.

وإذا أردنا أن نمسك بخيوط الثورة الفاطميّة من اصولها- أو ما يصحّ أن‏

 

[1] راجع شرح نهج البلاغة 6: 47- 49 والصفحة 11 في احتجاج الإمام عليّ عليه السلام بالحجّة البالغة، والصفحة 17- 18 في موقف أبي سفيان، وتأريخ الطبري 2: 233 و 237