أو أي شخص له اطّلاع على حقيقة الأمر، كما ابتلعت أبا سعيد الخدري فلم يرو النِحلة، وقد حدّث بها بعد ذلك كما ورد في طريق الفريقين. أو أن تقتله الجنّ كما قتلت سعد بن عبادة وأراحت الفاروق[1]. أو أن يُتّهم بالردّة؛ لأنّه امتنع عن تسليم صدقة المسلمين للخليفة، كما اتّهم مانعوا الزكاة والرافضون لتسليمها له[2].
3- ولنترك هذه المناقشة لنصل إلى المسألة الأساسية وهي: أنّ الخليفة هل كان يعتقد بعصمة الزهراء ويؤمن بآية التطهير التي نفت الرجس عن جماعة منهم فاطمة أو لا؟!
ونحن لا نريد أن نتوسّع في الكلام على العصمة وإثباتها للصدِّيقة بآية التطهير لأنّ موسوعات الإمامية في فضائل أهل البيت تكفينا هذه المهمّة.
ولا نشكّ في أنّ الخليفة كان على علم بذلك؛ لأنّ السيّدة عائشة نفسها كانت تحدّث بنزول آية التطهير في فاطمة وقرينها وولديها، وقد صرّحت بذلك صحاح الشيعة والسُنّة[3]. وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم كلّما خرج إلى الفجر بعد نزول الآية يمرّ ببيت فاطمة ويقول: الصلاة يا أهل البيت إنّما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرِّجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيراً، وقد استمر على هذا ستّة أشهر[4].
وإذن فلماذا طلب الخليفة بيّنة من فاطمة على دعواها؟ وهل تحتاج
[1] وقد جاءت الرواية مُصرّحة بأنّ عمر أرسلَ رسولًا إلى سعد ليقتله إن لم يبايع، فلمّا أبى سعد قتله الرسول. راجع العقد الفريد 4: 247.( المؤلّف قدس سره)
[2] كما في قصّة مالك بن نويرة. راجع تأريخ الطبري 2: 273 و 274
[3] صحيح مسلم 3: 331، المستدرك 3: 159، مجمع البيان 4: 356
[4] مسند الإمام أحمد 3: 285، وراجع المستدرك 3: 158