فهرست

فدک فی التاریخ

[المقدّمة]

1- على مسرح الثورة

[تمهيد:]

مستمسَكات الثورة

طريق الثورة

النسوة

ظاهرة

2- فدك‏

[موقع فدك وتطوّراتها التاريخيّة:]

[القيمة المعنوية والمادّية لفدك:]

3- تأريخ الثورة

[منهج وشروط البحث التاريخي:]

[تقييم التأريخ الإسلامي في عصره الأوّل:]

[وقفة مع العقّاد:]

[بواعث الثورة:]

[دوافع الخليفة الأوّل في موقفه:]

[الأبعاد السياسيّة للثورة:]

[المنازعة في ضوء الظروف المحيطة بها:]

[السقيفة والمعارضون:]

[خصائص الإمام عليّ عليه السلام وموقفه من الخلافة:]

[المعارضة الفاطميّة ودورها في الثورة:]

4- قبسات من الكلام الفاطمي‏

[وصفها للنبيّ صلى الله عليه و آله:]

[مقارنتها بين مواقف عليّ عليه السلام ومواقف الآخرين:]

[خطابها إلى الحزب الحاكم:]

5- محكمة الكتاب‏

[موقف الخليفة تجاه ميراث الزهراء]

[نظرة على الحديث الذي رواه الخليفة:]

[عودٌ على بدء:]

[خلاصة المؤاخذات على الخليفة:]

[معارضة الخبر لصريح القرآن في توريث الأنبياء:]

[المناقشة بين الصدّيقة والخليفة حول النِحلة]

فهرس المصادر

151

باقياً. فلا بدّ- على‏ كل تقدير- أن نوضّح الآية على‏ اسلوب يسلم عن الاعتراض؛ وهو أن تكون جملة «يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ» جواباً للدعاء بمعنى‏ إن رزقتني ولداً يرث، لا صفةً ليكون زكريّا قد سأل ربّه وليّاً وارثاً. فما طلبه النبيّ من ربّه تحقّق، وهو الولد، وتوريثه المال أو النبوّة لم يكن داخلًا في جملة ما سأل ربّه وإنّما كان لازماً لما رجاه في معتقد زكريّا عليه السلام.

ويختلف تقدير العبارة صفةً عن تقديرها جواباً من النواحي اللفظية في الإعراب؛ لأنّ الفعل إذا كان صفةً فهو مرفوع، وإذا كان جواباً يتعيّن جزمه. وقد ورد في قراءته كلا الوجهين‏[1].

وإذا لاحظنا قصّة زكريّا في موضعها القرآني الآخر وجدنا أ نّه لم يسأل ربّه إلّا ذرّية طيّبة، فقد قال تبارك وتعالى في سورة آل عمران: «هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً»[2].

وأفضل الأساليب في فهم القرآن ما كان منه مركّزاً على القرآن نفسه، وعلى‏ هذا فنفهم من هذه الآية أنّ زكريّا كان مقتصداً في دعائه ولم يطلب من ربّه إلّا ذرّية طيّبة، وقد جمع القرآن الكريم دعاء زكريّا في جملة واحدة تارة، وجعل لكلّ من الذرّية ووصفها دعوة مستقلة في موضع آخر، فكانت جملة «هبْ لي من لدنك وليّاً» طلباً للذرّية، وجملة «واجعله ربّي رضياً» دعوة بأن تكون الذرّية طيّبة. وإذا جمعنا هاتين الجملتين أدّت نفس المعنى الذي تفيده عبارة «هب لي من لدنك ذرّية طيّبة». وتخرج كلمة «يَرِثُنِي» بعد عملية المطابقة بين الصيغتين القرآنيّتين عن حدود الدعاء، ولا بُدّ حينئذٍ أن تكون جواباً له.

 

[1] راجع مجمع البيان 6: 398، الكشّاف 3: 5

[2] آل عمران: 38