لُارستقراطية هي أبعد ما تكون عن روح الإسلام وواقعه المصفّى من الطبقية والعنعنات.
وهل كانت تلك الثروات الضخمة التي امتلأت بها أكياس عبدالرحمن بن عوف وطلحة وأضرابهما إلّابسبب هذا اللقب المشؤوم على الإسلام الذي لُقّبوا به، فرأوا أ نّهم من الطراز الرفيع الذي يستحق أن يملك الملايين ويتحكّم في حقوق الناس كما يريد؟!
وقالوا: إنّ الأكثرية هي مقياس الحكومة الشرعية والمبدأ الذي لابدَّ أن تقوم على أساسه الخلافة.
وقد استهان القرآن الكريم بالأكثرية ولم يجعل منها في حال من الأحوال دليلًا وميزاناً صحيحاً؛ إذ جاء فيه:
«وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ»[1].
«… وَ أَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ»[2].
«وَ ما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا»[3].
«وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ»[4].
وقد رُوي عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في صحاح السُنَّة أ نّه قال: «بينا أنا قائم- يعني يوم القيامة على الحوض- فإذا زمرة، حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلمّ، فقلت: أين؟ فقال: إلى النار واللَّه، قلت: وما شأنهم؟ قال:
[1] الأنعام: 116
[2] المؤمنون: 70
[3] يونس: 36
[4] الأنعام: 111