الاقتصاد في الإسلام، مع أ نّنا نريد المذهب الاقتصادي، لا علم الاقتصاد.

تصحيح الخطأ بالتمييز بين المذهب والعلم:

ولأجل تصحيح هذا الخطأ في فهم السؤال توسَّعنا في توضيح الفرق بين المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد. والحقيقة أنّ الفرق بينهما كبير، فإنّ المذهب الاقتصادي- كما عرفنا- يتكفّل إيجاد طريقةٍ لتنظيم الحياة الاقتصادية وفقاً للعدالة. وأمّا علم الاقتصاد فهو لا يوجد طريقةً للتنظيم، وإنّما يأخذ طريقةً من الطرق المتّبعة في المجتمعات، فيدرس نتائجها وآثارها كما يدرس العالم الطبيعي نتائج الحرارة وآثارها.

مثال على الفرق بين المذهب والعلم:

وقد استعملنا الأمثلة العديدة لتوضيح الفرق بين المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد. فالمذهب الرأسمالي- مثلًا- ينظِّم الحياة الاقتصادية على أساس مبدأ الحرّية الاقتصادية؛ ولذلك فهو ينظّم السوق على أساس حرّية البائعين في تعيين أثمان السلع. وعلم الاقتصاد لا يحاول الإتيان بطريقةٍ اخرى‏ لتنظيم السوق، وإنّما مهمّته أن يدرس وضع السوق في ظلّ الطريقة الرأسمالية، ويبحث عن حركة الثمن، وكيف يتحدّد، ويرتفع وينخفض في السوق الحرّة التي نظمت بالطريقة الرأسمالية.
فالمذهب يوجد طريقةً للتنظيم وفقاً لتصوّره للعدالة، والعلم يدرس نتائج هذه الطريقة حين تطبَّق على المجتمع.

التأكيد على أنّ الاقتصاد الإسلامي مذهب:

وبعد أن سردنا الأمثلة العديدة لتوضيح الفرق بين المذهب والعلم أكّدنا