للمعارضة أسبابها المزعزعة لكيان الامّة ووحدتها؟!
أقول: ماذا تقدّر لها من مجد وسلطان وهيمنة على العالم لو لم تبتل بعشّاق الملك المتضاربين، والامراء السكارى بنشوة السلطان، ولم تكن مسرحاً للمعارك الدامية التي يقلّ نظيرها في التأريخ، ولم يستغل حكّامها الغاشمون إمكانيات الامّة كلّها للذّاتهم وهنائهم ويستهينون بعد ذلك بمقدّراتها جميعاً؟
لم ينظر الصدِّيق والفاروق إلّاإلى زمانهما الخاص، فتصوّرا أنّ في طاقتهما حماية الكيان الإسلامي، ولكنّهما لو تعمّقا في نظرتهما كما تعمّقت الزهراء وتوسّعا في مطالعة الموقف لعرفا صدق الإنذار الذي أنذرتهما به الزهراء.