رداً بديهياً قال تعالى: «… لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ»[1].
3- إنّ القرآن الكريم يمتد بنظره الى الغيب المجهول في الماضي البعيد وفي المستقبل على السواء، فهو يقص أحسن القصص عن امم خلت، وما وقع في حياتها من عظات وعبر، ومااكتنفها من مضاعفات، يتحدث عن كل ذلك حديث من شاهد الاحداث كلها، وراقب جريانها، وعاش في عصرها بين اصحابها، قال اللَّه تعالى: «تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَ لا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ»[2]. وقال: «وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ* وَ لكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَ ما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَ لكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ»[3]. وقال: «ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ»[4].
وكل هذه الآيات الكريمة تؤكد تحدي القرآن للقوانين الطبيعية في استيعابه لتلك الاحداث، واحاطته بالماضي المجهول، اذ كيف يمكن بحكم القوانين الطبيعية أن يتحدث شخص في كتاب عن أحداث امم في الماضي السحيق لم يعشها ولم يعاصرها؟
وقد احسَّ المشركون بهذا التحدي أيضاً: «وَ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها
[1] النمل: 103
[2] هود: 49
[3] القصص: 44، 45
[4] آل عمران: 44