ونحن حينما نلاحظ المجتمعات البشرية نجد أنّ المجتمعات البشرية جميعاً تشترك بالعنصر الأول والعنصر الثاني. لا يوجد مجتمع بدون إنسان يعيش مع أخيه الإنسان، ولا يوجد مجتمع بدون أرض أو طبيعة يمارس الإنسان عليها دوره الإجتماعي. وفي هذين العنصرين تتّفق المجتمعات التاريخية والبشرية.
وأمّا العنصر الثالث وهو العلاقة، ففي كل مجتمع علاقة كما ذكرنا، ولكن المجتمعات تختلف في طبيعة هذه العلاقة وفي كيفية صياغة هذه العلاقة. فالعنصر الثالث هو العنصر المرن والمتحرّك من عناصر المجتمع، وكل مجتمع يبني هذه العلاقة المعنوية التي تربط الإنسان بأخيه الإنسان من جانب وبالطبيعة بالجانب الآخر، يبني هذه العلاقة بشكل قد يتّفق وقد يختلف مع طريقة بناء المجتمع الآخر لهذه العلاقة.
العلاقة وصيغتاها:
وهذه العلاقة التي هي العنصر الثالث، العنصر المرن والمتحرّك في تركيب المجتمع لها صيغتان أساسيتان:
إحداهما: صيغة رباعية اطلق عليها اسم الصيغة الرباعية، والاخرى: صيغة ثلاثية.
الصيغة الرباعية: هي الصيغة التي ترتبط بموجبها الطبيعة والإنسان مع الإنسان، هذه أطراف ثلاثة، فالعلاقة إذا اتّخذت صيغة تربط بموجبها بين هذه الأطراف الثلاثة وهي: الطبيعة والإنسان مع أخيه الإنسان ولكن مع افتراض طرف رابع أيضاً في هذه العلاقة فاسمّي هذه الصيغة بالصيغة الرباعية. الصيغة الرباعية تربط بين هذه الأطراف الثلاثة ولكنها تفترض طرفاً رابعاً، بُعداً رابعاً للعلاقة الإجتماعية، وهذا الطرف الرابع ليس داخلًا في إطار المجتمع، خارج عن