آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ كانُوا عَنْها غافِلِينَ»[1].
«وَ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَ أَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَ يَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ»[2].
إذن دين التوحيد هو الذي يستأصل مصالح هؤلاء المترفين بالقضاء على آلهتهم وعلى مُثُلهم التي تحوّلت إلى تماثيل، يقطع صلة البشرية بهذه المُثُل العليا المنخفضة، ولكنّه لا يقطع صلتها بهذه المُثُل العليا المنخفضة لكي يطأ برأسها في التراب، لكي يحوّلها إلى كومة ماديّة ليس لها أشواق، ليس لها طموحات، ليس لها تطلّعات إلى أعلى كما هو شأن الثوّار الماديين الذين يستلهمون من المادية التاريخية ومن الفهم المادي للتاريخ، اولئك أيضاً يحاربون هذه الآلهة المصطنعة ويسمون هذه الآلهة المصطنعة بأ نّها أفيون الشعوب، ونحن أيضاً نحارب هذه الآلهة المصطنعة، ولكننا نحن نحارب هذه الآلهة المصطنعة لا لكي نحوّل الإنسان إلى حيوان، لا لكي نقطع صلة الإنسان بأشواقه العليا، لا لكي نحوّل مسار الإنسان من أعلى إلى أسفل، وإنّما نقطع صلة الإنسان بهذه المثل المنخفضة لكي نشدّه إلى المَثَل الأعلى، لكي نشدّه إلى اللَّه سبحانه وتعالى.
شروط تبنّي المثل الأعلى الحقيقي:
وتبنّي المسيرة البشرية لهذا المَثَل الأعلى الحقّ الذي يحدث هذه التغييرات
[1] الأعراف: 146
[2] المؤمنون: 33