أ- تحرير القرآن للانسان من الوثنية:
كان العرب- الذين نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه و آله في حوزتهم- يعتقدون في اللَّه أ نّه إله خالق، مدبر للعالم: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ …»[1] ولكنهم افترضوا- لضعف تفكيرهم، وبعد عهدهم من النبوة والانبياء- وجود وسطاء وهميين بينهم وبين اللَّه تعالى، وزعموا لهؤلاء الوسطاء الذين تخيلوهم قدرة على النفع والضر، فجسدوهم في أصنام من الحجارة، وأشركوا هذه الأصنام مع اللَّه في العبادة، والدعاء حتى تطورت فكرة الوساطة في أذهانهم الى الاعتقاد بالوهية الوسطاء، ومشاركة تلك الأصنام للَّهفي تدبير الكون وكادت أن تمحى فكرة التمييز بين الوسطاء واللَّه تعالى، وسادت الوثنية بأبشع أشكالها، وانغمس العرب في الشرك وعبادة الأصنام، وتأليهها، فكان لكل قبيلة أو مدينة صنم خاص، بل كان لكل بيت صنم خصوصي، فقد قال الكلبي: «كان لأهل كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه فاذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به، وإذا قدم من سفر كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح
[1] الزخرف: 87