عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ»[1].
الطائفة السادسة:
الجماعة السادسة والأخيرة في عملية التجزئة الفرعونية للمجتمع: هم المستضعفون. الفرعونية حينما جزّأت المجتمع إلى طوائف، فرعون حينما اتّخذ من قومه شيعاً استضعف طائفة معينة منهم، خصّها بالاستضعاف والإذلال وهدر الكرامة؛ لأنّها كانت هي الطائفة التي يتوسّم هو أن تشكّل إطاراً للتحرّك ضدّه، ولهذا استضعفها بالذات: «وَ إِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَ فِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ»[2].
هذه هي الطائفة السادسة.
تبدّل المواقع بحسب تبدّل العلاقة:
وقد علّمنا القرآن الكريم- ضمن سنّة من سنن التاريخ أيضاً- أنّ موقع أي طائفة في التركيب الفرعوني لمجتمع الظلم يتناسب عكساً مع موقعه بعد انحسار الظلم، وهذا معنى قوله سبحانه وتعالى: «وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ»[3]. تلك الطائفة السادسة التي كانت هي منحدر التركيب يريد اللَّه سبحانه وتعالى أن يجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين، وهذه علاقة اخرى وسنّة تاريخية اخرى يأتي الحديث عنها إن شاء اللَّه
[1] التوبة: 34
[2] البقرة: 49
[3] القصص: 5