على شوط طويل؛ لأنّه سوف يحطم المتحدّي بنفسه.
الاتّجاه إلى توزيع الميادين بين المرأة والرجل، هذا الاتّجاه اتّجاه موضوعي، وليس اتّجاهاً ناشئاً من قرار تشريعي. اتّجاه ركِّب في طبيعة الرجل والمرأة، ولكن هذا الاتّجاه يمكن أن يتحدّى، يمكن استصدار تشريع يفرض على الرجل بأن يبقى في البيت ليتولّى دور الحضانة والتربية، وأن تخرج المرأة إلى الخارج لكي تتولّى مشاق العمل والجهد. هذا بالامكان أن يتحقق عن طريق تشريع معيّن وبهذا يحصل التحدّي لهذا الاتجاه، لكن هذا التحدّي سوف لن يستمر؛ لأنّ سنن التاريخ سوف تجيب على هذا التحدّي، لأنّنا بهذا سوف نخسر ونجمّد كل تلك القابليات التي زوّدت بها المرأة من قبل هذا الاتّجاه لممارسة دور الحضانة والامومة، وسوف نخسر كل تلك القابليات التي زوّد بها الرجل من أجل ممارسة دور يتوقّف على الجلد والصبر والثبات وطول النفس. تماماً من قبيل أن تسلّم بناية، تسلّم نجارياتها إلى حداد، وحدادياتها إلى نجار. يمكن أن تصنع هكذا ويمكن أن تنشأ البناية أيضاً، لكن هذه البناية سوف تنهار، سوف لن يستمر هذا التحدّي على شوط طويل، سوف ينقطع في شوط قصير. كل اتّجاه من هذا القبيل هو في الحقيقة سنة موضوعية من سنن التاريخ ومن سنن حركة الإنسان، ولكنّها سنّة مرنة تقبل التحدّي على الشوط القصير، ولكنّها تجيب على هذا التحدّي.
الدين مصداق لهذا الشكل:
وأهمّ مصداق يعرضه القرآن الكريم لهذا الشكل من السنن، هذا الشكل من السنن أهم مصداق يعرضه هو الدين. القرآن الكريم يرى أنّ الدين نفسه سنة من سنن التاريخ، سنة موضوعية من سنن التاريخ، ليس الدين فقط تشريعاً وإنّما هو