يسيطر وبين هلاك تُجرّ إليه الامّة جرّاً، هذه العلاقة أيضاً الآية تؤكد أ نّها علاقة مطلقة، علاقة مطّردة على مرّ التاريخ، وهي سنّة من سنن التاريخ.
«وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ»[1].
«وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ»[2].
«وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً»[3].
هذه الآيات الثلاث أيضاً تتحدّث عن علاقة معينة، هذه العلاقة المعينة علاقة بين الاستقامة وتطبيق أحكام اللَّه سبحانه وتعالى وبين وفرة الخيرات ووفرة الانتاج، وبلغة اليوم علاقة بين عدالة التوزيع وبين وفرة الانتاج. القرآن يؤكد أنّ المجتمع الذي تسوده العدالة في التوزيع، هذه العدالة في التوزيع التي عبّر عنها القرآن تارة بأ نّه: «لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً» واخرى بأ نّه «لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا» واخرى بأ نّه «لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ»؛ لأن شريعة السماء نزلت من أجل تقرير عدالة التوزيع، من أجل إنشاء علاقات التوزيع على اسس عادلة. يقول: لو أ نّهم طبّقوا عدالة التوزيع، إذن لما وقعوا في ضيق من ناحية الثروة المنتجة، لما وقعوا في فقر من هذه الناحية، لازداد الثراء، لازداد المال، لازدادت الخيرات والبركات، لكنهم تخيّلوا أنّ عدالة التوزيع تقتضي الفقر، تقتضي التقسيم، وبالتالي تقتضي فقر الناس، بينما الحقيقة
[1] المائدة: 66
[2] الأعراف: 96
[3] الجن: 16