داخلة في نطاق التأثير المباشر على عملية التغيير، باعتبار الجانب الثاني. إذن لابدّ من شرح ذلك، ولابدّ أن نترقّب من القرآن إعطاء عموميات في ذلك.
نعم لا ينبغي أن نترقّب من القرآن أن يتحوّل أيضاً إلى كتاب مدرسي في علم التاريخ وسنن التاريخ بحيث يستوعب كلّ التفاصيل، وكلّ الجزئيات حتى ما لا يكون له دخل في منطق عملية التغيير التي مارسها النبي صلى الله عليه و آله، وإنّما القرآن الكريم يحتفظ دائماً بوصفه الأساسي والرئيسي، يحتفظ بوصفه كتاب هداية، كتاب إخراج للناس من الظلمات إلى النور، وفي حدود هذه المهمّة الكبيرة العظيمة التي مارسها، في حدود هذه المهمّة يعطي مقولاته على الساحة التاريخية ويشرح سنن التاريخ بالقدر الذي يلقي ضوءاً على عملية التغيير التي مارسها النبي صلى الله عليه و آله بقدر ما يكون موجّهاً وهادياً وخالقاً لتبصُّر موضوعي للأحداث والظروف والشروط.
أساليب القرآن في بيان سنن التاريخ:
ونحن في القرآن الكريم نلاحظ أنّ هذه الحقيقة، حقيقة أنّ للتاريخ سنناً، أنّ الساحة التاريخية عامرة بسنن كما عمرت كلّ الساحات الكونيّة الاخرى بسنن، هذه الحقيقة نراها واضحة في القرآن الكريم، فقد بيّنت هذه الحقيقة بأشكال مختلفة وبأساليب متعدّدة في عدد كثير من الآيات: بيّنت على مستوى إعطاء نفس هذا المفهوم بالنحو الكلّي: إنّ للتاريخ قوانين.
وبيّنت هذه الحقيقة في آيات اخرى على مستوى عرض هذه القوانين وبيان مصاديق ونماذج وأمثلة من هذه القوانين التي تتحكّم في المسيرة التاريخية للإنسان.
وبُيّنت في سياق آخر على نحو تمتزج فيه النظرية مع التطبيق، أي بُيِّن