ينسجم مع طبيعة المرحلة التي تمر بها، كما سوف نتعرف على ذلك عند دراستنا للقصة.
وبالنسبة الى الخصيصة الخامسة: فقد كان لها ارتباط وثيق بجوانب مرحلية واعجازية، لأنّ المرحلة كانت تفرض كسر طوق الأفكار الجاهلية، الذي كان مضروباً على المجتمع، فكان لهذا الاسلوب الصاعق الحاد تأثير فعال في تذليل الصعوبات، وتحطيم معنويات المقاومة العنيفة.
وحين يتحدى القرآن الكريم العرب في أن يأتوا بسورة منه، يكون الايجاز في السورة أبلغ في ايضاح الاعجاز القرآني، واعمق تأثيراً وابعد مدى.
وقد كانت المعركة- [بالإضافة] الى ذلك كله- في أولها معركة شعارات وتوطيد مفاهيم عامة عن الكون والحياة، والايجاز والقصر ينسجم مع واقع المعركة واطارها، أكثر من الدخول في تفصيلات واسعة، ولهذا نشاهد السور القصيرة تمثل المرحلة الاولى تقريباً من مراحل القسم المكي.
وهذه الملاحظات لم تكن تتوفر في مجتمع المدينة بعد أن أصبح الاسلام هو الحاكم المسيطر على المجتمع، وبعد أن اصبحت مسألة الوحي والاتصال بالسماء مسألة واضحة، وبعد أن جاء دور آخر للمعركة يفرض اسلوباً آخر في العرض والبيان.
ومن هذا الدرس لخصائص ومميزات القسم المكي تتضح مبررات خصائص القسم المدني، من الدخول في تفصيلات الأحكام الشرعية والانظمة الاجتماعية، أو مناقشة أهل الكتاب في عقائدهم وانحرافاتهم، حيث فرضت ظروف الحكم في المدينة والحاجة الى تنظيم العلاقات بين الناس بيان هذه التفصيلات في الأنظمة.
كما أنّ المعركة في المدينة انتقلت من الاصول والاسس العامة للعقيدة الى