اتجاهات التفسير
لا شكّ في تنوّع التفسير واختلاف مذاهبه وتعداد مدارسه والتباين في كثير من الأحيان بين اهتماماته واتجاهاته، فهناك التفسير الذي يهتمّ بالجانب اللفظي والأدبي والبلاغي من النصّ القرآني، وهناك التفسير الذي يهتمّ بجانب المحتوى والمعنى والمضمون، وهناك التفسير الذي يركّز على الحديث ويفسّر النصّ القرآني بالمأثور عنهم عليهم السلام أو بالمأثور عن الصحابة والتابعين، وهناك التفسير الذي [يعتمد] العقل أيضاً كأساس من عمق التفسير وفهم كتاب اللَّه سبحانه وتعالى، وهناك التفسير المتحيّز الذي يتّخذ مواقف مذهبية مسبقة يحاول أن يطبّق النصّ القرآني على أساسها، وهناك التفسير غير المتحيّز الذي يحاول أن يستنطق القرآن نفسه، ويطبّق الرأي على القرآن لا القرآن على الرأي، إلى غير ذلك من الاتّجاهات المختلفة في التفسير الإسلامي.
إلّاأنّ الذي يهمّنا بصورة خاصّة ونحن على أبواب هذه الدراسة القرآنية أن نركّز على إبراز اتّجاهين رئيسيين لحركة التفسير في الفكر الإسلامي، ونطلق على أحدهما اسم: الاتّجاه التجزيئي في التفسير، وعلى الآخر اسم: الاتّجاه التوحيدي أو الموضوعي في التفسير.
الاتجاه التجزيئي:
ونعني بالاتجاه التجزيئي: المنهج الذي يتناول المفسّر ضمن إطاره القرآن الكريم آية فآية وفقاً لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشريف.
والمفسّر في إطار هذا المنهج يسير مع المصحف ويفسّر قطعاته تدريجا