الدرس الحادي عشر المثل الأعلى الحقيقي
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأفضل الصلوات على سيد الخلق محمّد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين.
اللَّه، هو المثل الأعلى للإنسان:
قال اللَّه سبحانه وتعالى: «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ»[1].
هذه الآية الكريمة تضع اللَّه سبحانه وتعالى هدفاً أعلى للإنسان، والإنسان هنا بمعنى الإنسانية ككل، فالإنسانية بمجموعها تكدح نحو اللَّه سبحانه وتعالى، والكدح- كدح الإنسانية ككل- نحو اللَّه سبحانه وتعالى يعني السير المستمر بالمعاناة وبالجهد وبالمجاهدة؛ لأنّ هذا السير ليس سيراً اعتيادياً، بل هو سير ارتقائي، هو تصاعد وتكامل، هو سير تسلّق.
فهؤلاء الذين يتسلّقون الجبال ليصلوا إلى القمم يكدحون نحو هذه القمم، يسيرون سير معاناة وجهد. كذلك الإنسانية حينما تكدح نحو اللَّه فإنّما هي تتسلّق
[1] الانشقاق: 6