الدرس التاسع دور الإنسان في حركة التاريخ
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أفضل الصلوات على سيد الخلق محمّد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين.
قلنا في ما سبق: إنّ اكتشاف الأبعاد الحقيقية لدور الدين في حركة التاريخ والمسيرة الاجتماعية للإنسان، يتوقّف على تحديد وتقييم دور العنصرين أو الركنين الثابتين في الصيغة، وهما الإنسان والطبيعة. الآن نتحدث عن الإنسان، ودور الإنسان في الحركة التاريخية من زاوية مفهوم القرآن الكريم.
الإنسان هو الأساس في حركة التاريخ:
من الواضح على ضوء المفاهيم التي قرأناها سابقاً أنّ الإنسان أو المحتوى الداخلي للإنسان هو الأساس لحركة التاريخ، وأ نّنا ذكرنا أنّ حركة التاريخ تتميّز عن كل الحركات الاخرى بأ نّها حركة غائية لا سببية فقط، ليست مشدودة إلى سببها، إلى ماضيها، بل هي مشدودة إلى الغاية؛ لأنّها حركة هادفة لها علّة غائية متطلّعة إلى المستقبل، فالمستقبل هو المحرّك لأيّ نشاط من النشاطات التاريخية، والمستقبل معدوم فعلًا وإنّما يُحرِّك من خلال الوجود الذهني الذي يتمثّل فيه هذا المسقبل.