المباني المطروحة في حقيقة العلم الإجمالي‏

وبعد هذا لا بأس بالإشارة إلى المباني التي قيلت في العلم الإجمالي، وهي ثلاثة:

تعلّق العلم بالفرد الواقعي:

الأول: ماذهب إليه المحقّق العراقي‏[1] من مغايرة الصور العلمية الإجمالية مع الصور العلمية التفصيلية سنخاً، فليس العلم الإجمالي بالإضافة إلى معلومه صورة تفصيلية- كما يدّعيه من يلتزم بأنّ معلومه هو الجامع- بل هو بالإضافة إليه كالمجمل إلى المفصَّل، بمعنى أ نّه عبارة عن صورةٍ إجماليةٍ حاكيةٍ عن الواقع، على‏ نحوٍ لو كُشِفَ الغطاء لكان المعلوم بالإجمال عين المعلوم بالتفصيل ومنطبقاً عليه بتمامه، لا بجزءٍ منه، فالفرق بين العلم الإجمالي والعلم التفصيلي في إجمالية الصورة العلمية وتفصيليتها، لا أنّ العلم الإجمالي صورة تفصيلية للجامع والعلم التفصيلي صورة تفصيلية للفرد، بل الأول صورة إجمالية للفرد، والثاني صورة تفصيلية له.

ولا يظهر منه البرهنة على‏ هذا المبنى؛ وإن أمكن استفادته من بعض كلمات التقريرات- نهاية الأفكار[2]– إذ يظهر منها التزامه بأنّ الصورة العلمية الإجمالية منطبقة على‏ الواقع بتمامه، وهو لا يتمّ إلّاعلى المبنى المزبور.

 

[1] نهاية الأفكار 3: 299

[2] نهاية الأفكار 3: 309