موقفنا من الاطروحة
أودّ لدى محاولة التخطيط لُاطروحة البنك اللاربوي أن اشير إلى نقطةٍ أساسيةٍ في هذه المحاولة، وهي أ نّنا يجب أن نميِّز بصورةٍ جوهريةٍ بين الموقفين التاليين:
أ- موقف مَن يريد أن يخطّط لبنكٍ لا ربويّ ضمن تخطيطٍ شاملٍ للمجتمع، أي بعد أن يكون قد تسلّم زمام القيادة الشاملة لكلّ مرافق المجتمع، فهو يضع للبنك اطروحته الإسلامية كجزءٍ من صورةٍ إسلاميةٍ كاملةٍ وشاملةٍ للمجتمع كلّه.
ب- وموقف مَن يريد أن يخطّط لإنشاء بنكٍ لا ربويّ بصورةٍ مستقلّةٍ عن سائر جوانب المجتمع، أي مع افتراض استمرار الواقع الفاسد والإطار الاجتماعي اللاإسلامي للمجتمع، وبقاء المؤسّسات الربوية الاخرى من بنوكٍ وغيرها، وتفشّي النظام الرأسمالي مضموناً وروحاً في الحياة الاقتصادية والحياة الفكرية والخلقية للناس.
إنّ هذين الموقفين يختلفان اختلافاً أساسيّاً؛ إذ على مستوى الموقف الأوّل يطبَّق حكم الإسلام بتحريم الربا على البنك ضمن تطبيقٍ شاملٍ للنظام الإسلامي كلّه، وبذلك يؤتي تحريم الربا في مجال التطبيق كلّ ثماره المرجوّة، ولا يخلق