کتابخانه
77

وقال ماو تسي تونغ موضّحاً الرأي الماركسي في المسألة:

«إنّ مصدر كلّ معرفة يكمن في إحساسات أعضاء الحسّ الجسمية في الإنسان للعالم الموضوعي الذي يحيطه»[1].

«وإذن فالخطوة الاولى‏ في عملية اكتساب المعرفة هي: الاتّصال الأوّلي بالمحيط الخارجي، مرحلة الأحاسيس. الخطوة الثانية هي: جمع المعلومات التي نحصل عليها من الإدراكات الحسّية، وتنسيقها وترتيبها»[2].

وتركِّز النظرية الحسّية على التجربة، فقد دلّلت التجارب العلمية على أنّ الحسّ هو الإحساس الذي تنبثق عنه التصوّرات البشرية. فمن حُرم لوناً من ألوان الحسّ فهو لا يستطيع أن يتصوّر المعاني ذات العلاقة بذلك الحسّ الخاصّ، ولذلك قيل منذ القديم: من فقد حسّاً فقد علماً.

وهذه التجارب- إذا صحّت- إنّما تبرهن علمياً على أنّ الحسّ هو الينبوع الأساسي للتصوّر، فلولا الحسّ لما وجد تصوّر في الذهن البشري، ولكنّها لا تسلب عن الذهن قدرة توليد معانٍ جديدة- لم تدرَك بالحسّ- من المعاني المحسوسة، فليس من الضروري أن يكون قد سبق تصوّراتنا البسيطة جميعاً الإحساس بمعانيها كما تزعم النظرية الحسّية.

فالحسّ على ضوء التجارب الآنفة الذكر هو البنية الأساسية التي يقوم على قاعدتها التصوّر البشري، ولا يعني ذلك: تجريد الذهن عن الفعّالية وابتكار

 

[1] حول التطبيق: 11

[2] المصدر السابق: 14

76

إرجاع جميع التصوّرات والأفكار إلى الحسّ. وقد شاعت هذه النظرية بعد ذلك بين فلاسفة اوروبا، وقضت إلى حدّ ما على نظرية الأفكار الفطرية، وانساق معها جملة من الفلاسفة إلى أبعد حدودها حتّى انتهت إلى فلسفات خطرة جدّاً، كفلسفة (باركلي) و (دافيد هيوم) كما سوف نتبيّن ذلك إن شاء اللَّه تعالى‏[1].

والماركسية تبنّت هذه النظرية في تعليل الإدراك البشري؛ تمشّياً مع رأيها في الشعور البشري، وأ نّه انعكاس للواقع الموضوعي؛ فكلّ إدراك يرجع إلى انعكاس لواقع معيّن، ويحصل هذا الانعكاس عن طريق الإحساس. وما يخرج عن حدود الانعكاسات الحسّية لا يمكن أن يتعلّق به الإدراك أو الفكر، فنحن لا نتصوّر إلّاإحساساتنا التي تشير إلى الحقائق الموضوعية القائمة في العالم الخارجي.

قال جورج بوليتزير:

«ولكن ما هي نقطة البدء في الشعور أو الفكر، إنّها الإحساس. ثمّ إنّ مصدر الإحساسات التي يعالجها الإنسان بدافع من احتياجاته الطبيعية»[2].

«الرأي الماركسي يعني- إذن- أنّ محتوى شعورنا ليس له من مصدر سوى الجزئيات الموضوعية التي تقدِّمها لنا الظروف الخارجية التي نعيش فيها، وتعطى لنا في الإحساسات. وهذا كلّ ما في الأمر»[3].

 

[1] يراجع: قصّة الفلسفة الحديثة، أحمد أمين وزكي نجيب محمود 1: 130- 135. وخريف الفكر اليوناني، عبد الرحمن بدوي: 168. واسس الفلسفة، د. توفيق الطويل: 355

[2] المادّية والمثالية في الفلسفة: 75

[3] المصدر السابق: 71- 72

75

الإدراكات والمعلومات التي نستذكرها فنثيرها من جديد بعد أن كانت كامنة وموجودة بالقوّة.
والنظرية العقلية على ضوء هذا التفسير لا يمكن أن تردّ بالبرهان الفلسفي أو الدليل العلمي السابق ذكرهما.

3- النظرية الحسّية:

وهي النظرية القائلة: إنّ الإحساس هو المموِّن الوحيد للذهن البشري بالتصوّرات والمعاني، والقوّة الذهنية هي القوّة العاكسة للإحساسات المختلفة في الذهن. فنحن حين نحسّ بالشي‏ء نستطيع أن نتصوّره- أي: أن نأخذ صورة عنه في ذهننا- وأمّا المعانى التي لا يمتدّ إليها الحسّ فلا يمكن للنفس ابتداعها وابتكارها ذاتياً وبصورة مستقلّة.
وليس للذهن بناءً على هذه النظرية إلّاالتصرّف في صور المعاني المحسوسة، وذلك بالتركيب والتجزئة: بأن يركّب بين تلك الصور أو يجزّئ الواحدة منها، فيتصوّر جبلًا من ذهب أو يجزّئ الشجرة التي أدركها إلى قطع وأجزاء. أو بالتجريد والتعميم: بأن يفرز خصائص الصورة ويجرّدها عن صفاتها الخاصّة؛ ليصوغ منها معنىً كلّياً، كما إذا تصوّر زيداً وأسقط من الحساب كلّ ما يمتاز به عن عمرو؛ فإنّ الذهن بعملية الطرح هذه يستبقي معنىً مجرّداً يصدق على زيد وعمرو معاً.
ولعلّ المبشّر الأوّل بهذه النظرية الحسّية هو (جون لوك) الفيلسوف الانكليزي الكبير الذي بزغ في عصر فلسفي زاخر بمفاهيم (ديكارت) عن الأفكار الفطرية، فبدأ في تفنيد تلك المفاهيم، ووضع لأجل ذلك دراسة مفصّلة للمعرفة الإنسانية في كتابه (مقالة في التفكير الإنساني)، وحاول في هذا الكتاب‏

74

ونقد هذا البرهان بصورة كاملة يتطلّب منّا أن نشرح القاعدة التي قام على أساسها، ونعطي إيضاحاً عن حقيقة النفس وبساطتها، وهذا ما لا يتّسع له مجالنا الآن، ولكن يجب أن نشير:

أوّلًا- إلى أنّ هذا البرهان إذا أمكن قبوله فهو لا يقضي على نظرية الأفكار الفطرية تماماً؛ لأنّه إنّما يدلّل على عدم وجود كثرة من الإدراكات بالفطرة، ولا يبرهن على أنّ النفس لا تملك بفطرتها شيئاً محدوداً من التصوّرات يتّفق مع وحدتها وبساطتها، وتتولّد عنه عدّة اخرى من التصوّرات بصورة مستقلّة عن الحسّ.

ونوضّح ثانياً- أنّ النظرية العقلية إذا كانت تعني وجود أفكار فطرية بالفعل لدى النفس الإنسانية، أمكن للبرهان الذي قدّمناه أن يردّ عليها قائلًا: إنّ النفس بسيطة بالذات، فكيف ولّدت ذلك العدد الضخم من الأفكار الفطرية؟! بل لو كان العقليون يجنحون إلى الإيمان بذلك حقّاً لكفى وجداننا البشري في الردّ على نظريتهم؛ لأنّنا جميعاً نعلم أنّ الإنسان لحظة وجوده على وجه الأرض لا توجد لديه أيّة فكرة مهما كانت واضحة وعامّة في الذهنية البشرية.

«وَ اللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»[1].

ولكن يوجد تفسير آخر للنظرية العقلية، ويتلخّص في اعتبار الأفكار الفطرية الموجودة في النفس بالقوّة، وتكتسب صفة الفعلية بتطوّر النفس وتكاملها الذهني. فليس التصوّر الفطري نابعاً من الحسّ، وإنّما يحتويه وجود النفس لا شعورياً، وبتكامل النفس يصبح إدراكاً شعورياً واضحاً، كما هو شأن‏

 

[1] النحل: 78

73

إذا استطعنا أن نفسِّر التصوّرات الذهنية تفسيراً متماسكاً من دون حاجة إلى افتراض أفكار فطرية.

ولأجل ذلك يمكننا تفنيد النظرية العقلية عن طريقين:

أحدهما: تحليل الإدراك تحليلًا يرجعه برمّته إلى الحسّ، وييسّر فهم كيفية تولّد التصوّرات كافّة عنه. فإنّ مثل هذا التحليل يجعل نظرية الأفكار الفطرية بلا مبرّر مطلقاً؛ لأنّها كانت ترتكز على فصل بعض المعاني عن مجال الحسّ فصلًا نهائياً، فإذا أمكن تعميم الحسّ لشتّى ميادين التصوّر لم تبقَ ضرورة للتصوّرات الفطرية. وهذا الطريق هو الذي اتّخذه (جون لوك) للردّ على (ديكارت) ونحوه من العقليين، وسار عليه رجال المبدأ الحسّي مثل (باركلي) و (دافيد هيوم) بعد ذلك.

والطريق الآخر: هو الاسلوب الفلسفي للردّ على التصوّرات الفطرية، ويرتكز على قاعدة: أنّ الآثار الكثيرة لا يمكن أن تصدر عن البسيط باعتباره بسيطاً، والنفس بسيطة فلا يمكن أن تكون سبباً بصورة فطرية لعدّة من التصوّرات والأفكار، بل يجب أن يكون وجود هذا العدد الضخم من الإدراكات لدى النفس بسبب عوامل خارجية كثيرة، وهي آلات الحسّ وما يطرأ عليها من مختلف الأحاسيس‏[1].

 

[1] وبكلمة أكثر تفصيلًا: أنّ كثرة الآثار تكشف عن أحد امور: إمّا كثرة الفاعل، وإمّا كثرة القابل، وإمّا الترتّب المنطقي بين الآثار ذواتها، وإمّا كثرة الشرائط. وفي مسألتنا لا شكّ في أنّ التصوّرات التي نبحث عن منشأها كثيرة ومتنوّعة مع أ نّه لا كثرة في الفاعل والقابل؛ لأنّ الفاعل والقابل للتصوّرات هو النفس، والنفس بسيطة، ولا ترتّب- أيضاً- بين التصوّرات، فلا يبقى إلّاأن نأخذ بالتفسير الأخير وهو: أن تستند التصوّرات الكثيرة إلى شرائط خارجية، وهي: الإحساسات المختلفة المتنوّعة.( المؤلّف قدس سره)

72
2- النظرية العقلية:

وهي لعدّة من كبار فلاسفة اوروبا ك (ديكارت‏[1]) و (كانت‏[2]) وغيرهما.

وتتلخّص هذه النظرية في الاعتقاد بوجود منبعين للتصوّرات:

أحدهما الإحساس، فنحن نتصوّر الحرارة والنور والطعم والصوت؛ لأجل إحساسنا بذلك كلّه.

والآخر الفطرة، بمعنى: أنّ الذهن البشري يملك معانٍ وتصوّرات لم تنبثق عن الحسّ، وإنّما هي ثابتة في صميم الفطرة، فالنفس تستنبط من ذاتها. وهذه التصوّرات الفطرية عند (ديكارت) هي فكرة (اللَّه والنفس والامتداد والحركة) وما إليها من أفكار تتميّز بالوضوح الكامل في العقل البشري. وأمّا عند (كانت) فالجانب الصوري للإدراكات والعلوم الإنسانية كلّه فطري بما يشتمل عليه من صورتي الزمان والمكان والمقولات الاثنتي عشر المعروفة عنه.

فالحسّ على أساس هذه النظرية مصدر فهم للتصوّرات والأفكار البسيطة، ولكنّه ليس هو السبب الوحيد، بل هناك الفطرة التي تبعث في الذهن طائفة من التصوّرات.

والذي اضطرّ العقليين إلى اتّخاذ هذه النظرية في تعليل التصوّرات البشرية هو: أ نّهم لم يجدوا لطائفة من المعاني والتصوّرات مبرّراً لانبثاقها عن الحسّ؛ لأ نّها معانٍ غير محسوسة، فيجب أن تكون مستنبطة للنفس استنباطاً ذاتياً من صميمها. ويتّضح من هذا: أنّ الدافع الفلسفي إلى وضع النظرية العقلية يزول تماما

 

[1] راجع: مدخل إلى فلسفة ديكارت: 109- 114

[2] راجع: كانت أو الفلسفة النقديّة، د. زكريا إبراهيم: 46- 82

71

في نطاق الحسّ، وإنّما تتعلّق بتلك الحقائق الكلّية المجرّدة.
وهذه النظرية ترتكز على قضيّتين فلسفيتين:
إحداهما أنّ النفس موجودة قبل وجود البدن في عالم أسمى من المادّة.
والاخرى أنّ الإدراك العقلي عبارة عن إدراك الحقائق المجرّدة الثابتة في ذلك العالم الأسمى، والتي يصطلح عليها أفلاطون بكلمة (المُثل).
وكلتا القضيّتين خاطئتان كما أوضح ذلك ناقدو الفلسفة الأفلاطونية، فالنفس في مفهومها الفلسفي المعقول ليست شيئاً موجوداً بصورة مجرّدة قبل وجود البدن، بل هي نتاج حركة جوهرية في المادّة، تبدأ النفس بها مادّية متّصفة بخصائص المادّة وخاضعة لقوانينها، وتصبح بالحركة والتكامل وجوداً مجرّداً عن المادّة لا يتّصف بصفاتها ولا يخضع لقوانينها وإن كان خاضعاً لقوانين الوجود العامّة؛ فإنّ هذا المفهوم الفلسفي عن النفس هو المفهوم الوحيد الذي يستطيع أن يفسِّر المشكلة، ويعطي إيضاحاً معقولًا عن العلاقة القائمة بين النفس والمادّة، بين النفس والبدن. وأمّا المفهوم الأفلاطوني- الذي يفترض للنفس وجوداً سابقاً على البدن- فهو أعجز ما يكون عن تفسير هذه العلاقة، وتعليل الارتباط القائم بين البدن والنفس، وعن إيضاح الظروف التي جعلت النفس تهبط من مستواها إلى المستوى المادّي.
كما أنّ الإدراك العقلي يمكن إيضاحه مع إبعاد فكرة المُثل عن مجال البحث بما شرحه أرسطو في فلسفته: من أنّ المعاني المحسوسة هي نفسها المعاني العامّة التي يدركها العقل بعد تجريدها عن الخصائص المميّزة للأفراد واستبقاء المعنى المشترك، فليس الإنسان العامّ الذي ندركه حقيقة مثالية سبق أن شاهدناها في عالم أسمى، بل هو صورة هذا الإنسان أو ذاك بعد إجراء عملية التجريد عليها، واستخلاص المعنى العامّ منها.

70
1- نظرية الاستذكار الأفلاطونية[1]:

وهي النظرية القائلة: بأنّ الإدراك عملية استذكار للمعلومات السابقة. وقد ابتدع هذه النظرية أفلاطون، وأقامها على فلسفته الخاصّة عن المُثل وقِدم النفس الإنسانية، فكان يعتقد أنّ النفس الإنسانية موجودة بصورة مستقلّة عن البدن قبل وجوده، ولمّا كان وجودها هذا متحرّراً من المادّة وقيودها تحرّراً كاملًا، اتيح لها الاتّصال بالمثل أي: بالحقائق المجرّدة عن المادّة وأمكنها العلم بها، وحين اضطرّت إلى الهبوط من عالمها المجرّد للاتّصال بالبدن والارتباط به في دنيا المادّة، فقدت بسبب ذلك كلّ ما كانت تعلمه من تلك المثل والحقائق الثابتة، وذهلت عنها ذهولًا تامّاً، ولكنّها تبدأ باسترجاع إدراكاتها عن طريق الإحساس بالمعاني الخاصّة والأشياء الجزئية؛ لأنّ هذه المعاني والأشياء كلّها ظلال وانعكاسات لتلك المثل والحقائق الأزلية الخالدة في العالم الذي كانت تعيش النفس فيه. فمتى أحسّت بمعنى خاصّ انتقلت فوراً إلى الحقيقة المثالية التي كانت تدركها قبل اتّصالها بالبدن، وعلى هذا الأساس يكون إدراكنا للإنسان العام- أي:

لمفهوم الإنسان بصورة كلّية- عبارة عن استذكار لحقيقة مجرّدة كنّا قد غفلنا عنها، وإنّما استذكرناها بسبب الإحساس بهذا الإنسان الخاصّ أو ذاك من الأفراد التي تعكس في عالم المادّة تلك الحقيقة المجرّدة.

فالتصوّرات العامّة سابقة على الإحساس، ولا يقوم الإحساس إلّابعملية استرجاع واستذكار لها، والإدراكات العقلية لا تتعلّق بالامور الجزئية التي تدخل‏

 

[1] يراجع للتفصيل والتوضيح الأسفار الأربعة 2: 46 الفصل 9، و: أفلاطون، د. مصطفى غالب: 41، و: من الفلسفة اليونانيّة إلى الفلسفة الإسلاميّة، د. محمّد عبد الرحمن مرحبا: 126- 130

69

التصوّر ومصدره الأساسي‏

ونقصد بكلمة (الأساسي) المصدر الحقيقي للتصوّرات والإدراكات البسيطة؛ ذلك أنّ الذهن البشري ينطوي على قسمين من التصوّرات:
أحدهما المعاني التصوّرية البسيطة، كمعاني الوجود والوحدة والحرارة والبياض وما إلى ذلك من مفردات للتصوّر البشري.
والقسم الآخر المعاني المركّبة، أي: التصوّرات الناتجة عن الجمع بين تلك التصوّرات البسيطة. فقد نتصوّر (جبلًا من تراب) ونتصوّر (قطعة من الذهب) ثمّ نركّب بين هذين التصوّرين، فيحصل بالتركيب تصوّر ثالث، وهو: (تصوّر جبل من الذهب). فهذا التصوّر مركّب في الحقيقة من التصوّرين الأوّلين، وهكذا ترجع جميع التصوّرات المركّبة إلى مفردات تصوّرية بسيطة.
والمسألة التي نعالجها هي: محاولة معرفة المصدر الحقيقي لهذه المفردات، وسبب انبثاق هذه التصوّرات البسيطة في الإدراك الإنساني.
وهذه المسألة لها تأريخ مهمّ في جميع أدوار الفلسفة اليونانية والإسلامية والاوروبية، وقد حصلت عبر تأريخها الفلسفي على عدّة حلول تتلخّص في النظريات الآتية: