کتابخانه
447

باللَّه سوف يضع قاعدة لما سنتحدّث عنه بعد قليل من أخلاقيّة الإنسان العامل، أخلاقيّة الإنسان العامل التي سنتحدّث عنها بعد قليل لا يمكن أن تتكوّن عند الإنسان إلّاإذا كان يعيش حالة الاتّصال باللَّه سبحانه وتعالى عيشاً تفصيليّاً.

إضافة إلى ذلك: إنّ هذا الاتّصال باللَّه تعالى يجعل الإنسان قادراً على أن يدعو ويترقّب من اللَّه الاستجابة، أمّا إذا كان نسي اللَّه تعالى أيّام رخائه، قد ترك اللَّه ودينه، تركه ومحنته، تركه ومشاكل رسالته، وكان لا يفكّر في اللَّه وكان يفكّر في نفسه لا في اللَّه .. حينئذٍ كيف يمكن أن يرجو هذا الإنسان أن يمدّ يديه إلى السماء- حينما يقع في محنة- فيستجيب اللَّه دعاءه؟

ولماذا يستجيب اللَّه دعاءه!!

ولماذا يستمع إلى لسان لم يلهج بذكر اللَّه!!

وإلى يدين لم تتحرّك في طاعة اللَّه!!

وإلى قلب لم ينبض بالحبّ للَّه‏تعالى!!

نحن لا يمكننا أن نترقّب استجابة الدعاء إلّاإذا كنّا نعيش حالة الاتّصال باللَّه وكنّا قد عبّأنا وجودنا وقوانا للَّه‏سبحانه وتعالى، حينئذٍ يمكن أن [نطلب‏] من اللَّه سبحانه وتعالى الإمداد والمعونة والتغلّب على كلّ المشاكل والمحن.

[محنة يوسف بن تاشفين:]

المسلمون في إسبانيا حينما تعرّضوا في القرن الخامس لغزو مسيحي من قبل إسبانيا المسيحيّة عندما تعرّضوا لهذا الغزو استنجدوا بأمير المغرب (يوسف بن تاشفين)، يوسف بن تاشفين قام مع جيش جرّار، عَبَرَ البحر إلى إسبانيا لكي ينقذ المسلمين في إسبانيا من الغزو المسيحي الذي كان يهدّد كيانهم‏[1].

 

[1] انظر: تاريخ ابن خلدون 6: 183- 190

446

السماوات والأرض فهو القادر على أن يكفيه الوجوه كلّها.

الأئمّة عليهم أفضل الصلاة والسلام بالرغم من أ نّهم كانوا مضطهدين من قبل سلاطين وقتهم، كانوا دائماً يعيشون المحنة من حكّام زمانهم، بالرغم من أنّ أجهزة تلك الحكومات كانت كلّها تقوم على أساس الدعاية ضدّهم، وعلى أساس نشر المفاهيم المعاكسة لخطّهم، وبالرغم من أ نّهم سُبّوا على منابر المسلمين ألف شهر[1]، وبالرغم من كلّ الطاقات التي بذلت من قبل سلاطين الوقت في سبيل تمييعهم وفي سبيل فصل قواعدهم الشعبيّة عنهم، بالرغم من كلّ ذلك نرى أنّ عليّ بن الحسين عليه الصلاة والسلام حينما يأتي ليستلم الحجر الأسود ينفرج هؤلاء المسلمون الذين يُسبّ عليّ بن الحسين وأبوه وجدّه على منابرهم، في بلادهم، هؤلاء المسلمون الذين نشؤوا ونشأ آباؤهم على سبّ الإمام وأبيه وجدّه، هؤلاء المسلمون أنفسهم ينفرجون بين يديه، بينما لم يكونوا ينفرجون أمام سلطان من اولئك السلاطين الذي كان ينتظر طريقه إلى الحجر فلا يجده‏[2]. لماذا؟! لأنّ عليّ بن الحسين عليه السلام صانع وجهاً واحداً فكفاه الوجوه كلّها.

لا تقولوا بأنّ الناس على دين ملوكهم؛ لأنّ الملوك وقتئذٍ ماذا كان موقفهم من عليّ بن الحسين؟ هل كان هشام بن عبد الملك أو كان عبد الملك نفسه مع عليّ بن الحسين؟! أكان يحمل مفهوماً صحيحاً أو يبشّر بمفهوم صحيح عن عليّ بن الحسين؟! لكنّ الناس أنفسهم كانوا مجذوبين إلى الإمام عليّ بن الحسين؛ لأ نّه كان يعيش بكلّ وجوده حالة الاتّصال باللَّه … حالة الاتّصال باللَّه بالرغم من أ نّها كمال للإنسان هي بحدّ ذاتها طاقة للنجاح في خطّ العمل؛ لأنّ هذا الاتّصال‏

 

[1] المناقب 3: 253

[2] انظر: مستدرك الوسائل 10: 394

445

الشعور في عمله، في جهاده، في تطبيقه، بعد أن يكون قد وصل إلى المرحلة التي يكون مدعوّاً فيها إلى المساهمة في خدمة الدين .. يكون قد فرغ وجدانه وضميره نهائيّاً من ذلك الشعور الذي عاشه وهو في طريقه من القرية إلى النجف، وهو في طريقه من المدينة إلى النجف، تلك الأحلام والآمال، تلك التصوّرات الكبيرة الضخمة الروحيّة التي كان يعيشها وهو في طريقه إلى مهجره العظيم، تلك التصوّرات تعود كلّها خواءً، تعود كلّها فراغاً؛ لأنّها بعد أن جُمّدت وأصبحت شعوراً إجماليّاً بعد هذا فقدت أيّ غذاء وإمداد متّصل حتّى تمزّقت، وهذا هو معنى نسيان اللَّه تعالى، وأنتم كلّكم تعرفون أنّ من ينسى اللَّه ينساه اللَّه، من ينقطع عن اللَّه ينقطع عنه اللَّه سبحانه وتعالى.

ألم يقل اللَّه (صانع وجهاً واحداً يكفيك الوجوه كلّها)[1]؟ نحن اليوم نرى أنّ الوجوه كلّها ساخطة علينا متبرّمة بنا. إنّما كانت ساخطة علينا متبرّمة بنا لأنّنا لم نصانع وجهاً واحداً حتّى يكفينا ذاك الوجه الواحد الوجوه كلّها، نحن لم نشعر خلال حياتنا العمليّة بأ نّنا مرتبطون ارتباطاً حقيقيّاً باللَّه تعالى، وأ نّنا مدعوّون من قبله سبحانه وتعالى إلى بذل كلّ وجودنا وإمكانيّاتنا في سبيله، هذا الشعور حيث إنّنا لم نعشه، لم نصانع وجهاً واحداً، ولمّا كنّا لم نصانع وجهاً واحداً لم يكفنا الوجوه كلّها.

أفضلنا، أشطرنا هو من صرف قواه وطاقاته في سبيل أن يصانع هذا الوجه، وهذا الوجه، وهذا الوجه، وعمليّة مصانعة الوجوه بشكل فردي هذا لا يمكن أن يؤدّي إلّاإلى نتيجة فرديّة. وأمّا من صانع ذلك الوجه العظيم الذي بيده ملكوت‏

 

[1] هذه الكلمة للحكماء. قال اويس القرني:« ما سمعتُ كلمةً كانت للحكماء أنفع لي من قولهم: صانع وجهاً واحداً يكفك الوجوه كلّها»( مجموعة ورّام 2: 113)

444

ووجدانه سوف يبقى فارغاً كما كان فارغاً حينما كان ابن القرية، أو ابن المدرسة، أو ابن المعمل الذي جاء منه إلى هذه الحوزة.
وهذا الفراغ في الضمير والوجدان الذي يعيشه هذا الإنسان- حتّى إذا أصبح ثريّاً من الناحية العقليّة- هذا الفراغ سوف يميّع بالتدريج شعوره بالارتباط باللَّه؛ لأنّ هذا الشعور لن يجد ما يُنمّيه وما يُغذّيه لا نظريّاً ولا عمليّاً.
أمّا نظريّاً فلأ نّه لا يأخذ من النظريّات إلّاما يرتبط باستنباط الأحكام الشرعيّة، والنظريّات التي يستنبط على أساسها الحكم الشرعي غذاء للعقل لا للوجدان والضمير.
وأمّا عمليّاً فلأ نّه لا يعيش تجربة للاتّصال باللَّه تعالى. لا يعيش حياة عمليّة وإنّما يعيش حياة مدرسيّة خالصة، وهذه الحياة المدرسيّة الخالصة التي يعيشها كثيراً ما تكون مشوبة أيضاً بالمبعّدات عن اللَّه تعالى، قد تكون أحياناً مشوبة بكثير من الذنوب التي تبعد الإنسان عن اللَّه تعالى وتميّع صلته به.
فما يمضي عليه برهة من الزمن حتّى تكون جذوة ذلك الشعور التفصيلي قد انطفأت بعد أن تكون قد تحوّلت إلى ارتكاز. يعني في بداية الأمر يتحوّل شعوره التفصيلي إلى شعور مبهم غامض يختفي في الأعماق وتتراكم عليه مشاعر اخرى لا ترتبط باللَّه. هذه المشاعر الاخرى تستورد من أهواء البيئة، من طبيعة البيئة، من الملابسات والتعقيدات غير الصالحة التي يعيشها في البيئة، تتراكم هذه المشاعر الثانويّة غير الطاهرة ويبقى ذاك الشعور النظيف يبقى في الأعماق شعوراً مبهماً غامضاً باهتاً.
ثمّ بعد مضيّ زمن يتلاشى ذاك الشعور، يتلاشى حتّى كقاعدة، ويتمزّق، ويعوّض عنه شعور آخر، بعد أن يكون هذا الطالب قد قضى مرحلة طويلة من حياته العلميّة، بعد أن يكون قد أصبح مهيّأً من الناحية العلميّة لكي يجسّد ذلك‏

443
[1- عدم الشعور التفصيلي بالارتباط باللَّه سبحانه:]

أمّا بالنسبة إلى العامل الأوّل، بالنسبة إلى عدم الشعور التفصيلي بالاتّصال باللَّه سبحانه وتعالى .. فهذا ما يقع عادةً وعلى مرّ الزمن في حياة الطالب الاعتيادي الذي يهاجر من بلده ويأتي إلى هنا[1] متحمّلًا آلام الغربة، وآلام السفر، وآلام الوحشة، وآلام فراق الأحبّة والأهل والوطن … كلّ هذا التحمّل يكون في اللحظة الاولى قائماً على أساس شعور تفصيلي يشدّه إلى اللَّه تعالى، يشعر بأنّ هذه القوّة هي التي تجذبه وتنتزعه من أهله، ووطنه، وبلده، ومن أحبّته، لكي يهاجر إلى اللَّه، ويتعلّم على يد ورثة الأنبياء[2]، ثمّ يواصل خطّ الأنبياء.

ولكن بعد أن يدخل إلى إطار هذه الحوزة ويكون هذا الشعور التفصيلي موجوداً في نفسه، فينخرط في مناهجها، ويسلك مسالكها ويعيش دروبها .. بعد هذا تنطفئ بالتدريج، تتضاءل بالتدريج جذوة شعوره بالاتّصال باللَّه تعالى، بينما كان من المفروض أنّ هذه الجذوة تنمو بالتدريج بدلًا عن أن تخمد أو عن أن تتضاءل، وذلك لأنّه حينما يأتي إلى الحوزة لا يعيش تطبيقاً حيّاً لهذا الاتّصال باللَّه تعالى، وإنّما يعيش على أفضل تقدير دروساً معيّنة ومناهج معيّنة هي في حدود كونها مفاهيم وأفكار لا تغذّي هذا الشعور، فيبقى هناك فراغ نفسي كبير في قلبه، في وجدانه، في ضميره، هذا الفراغ النفسي الكبير لا يمكن أن يُملأ بمطالب من الفقه والاصول؛ لأنّ مطالب الفقه والاصول تملأ عقل الإنسان ولكنّها لا تملأ ضميره، لا تملأ وجدانه، سوف يمتلئ عقله علماً، لكن من الجائز أنّ ضميره‏

 

[1] يقصد النجف الأشرف

[2] الكافي 1: 32، الحديث 2

442

نحاسب أنفسنا على ما قدّمنا من عمل، وعلى مساهمتنا في تكوين هذه المحنة، وعلى دورنا الإيجابي في صنعها.

[الأرضيّة النفسيّة لأساليب العمل:]

وهنا أنا لا اريد أن اناقش أساليب العمل التي أدّت إلى هذه المحنة، ولا اريد أن أتحدّث عن الأساليب التي من طبيعتها أن تغيّر من الموقف، بل اريد أن أتحدّث قبل ذلك عن الأرضيّة النفسيّة لهذه الأساليب، فإنّ منطلق المصيبة والمحنة هو تلك الأرضيّة النفسيّة التي عشناها طيلة الزمن الذي تقدّم وسبق هذه المحن. هذه الأرضيّة النفسيّة لم تكن أرضيّة نفسيّة صالحة لكي تنشأ ضمنها أساليب العمل الصالحة، ولكي تؤتي هذه الأساليب ثمارها.
هذه الأرضيّة النفسيّة التي عشناها والتي كانت ولا تزال تساهم في خلق المشاكل في طريقنا، وفي تكوين المحن في وجوهنا، هذه الأرضيّة النفسيّة أستطيع أن ارجعها بالتحليل إلى عاملين نفسيّين أساسيّين، وهما- بالرغم من كونهما عاملين- هما مرتبطان كلّ الارتباط فيما بينهما:
أحد العاملين: هو عدم الشعور التفصيلي بالارتباط باللَّه تعالى.
والعامل الآخر: هو أنّ الأخلاقيّة التي كنّا نعيشها ليست أخلاقيّة الإنسان العامل، بل هي أخلاقيّة إنسان آخر لا يصلح للعمل الحقيقي.
وإذا كنّا نريد أن نستفيد من هذه المحنة، وإذا كنّا جادّين في الحساب، فلا بدّ أن نرجع إلى هذين العاملين الأساسيّين لكي نستطيع أن نتيح لأنفسنا فرصة التكفير عمّا سبق بالنسبة إلى كلّ من هذين العاملين عامل (عدم الشعور بالاتّصال باللَّه بالدرجة الكافية) وعامل (أخلاقية الإنسان اللاعامل).

441
المحاضرة الثالثة[1]

أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأفضل الصلوات على أفضل النبيّين وآله الطيّبين الطاهرين.

[المفهوم القرآني عن المحنة:]

قلنا إنّ المفهوم القرآني عن المحنة- أيّ محنة- يؤكّد أنّ الإنسان الممتحن والجماعة الممتحنة تتحمّل مسؤوليّة وقوع هذه المحنة بما قدّمت من عمل.

حينما يظهر الفساد في البرّ والبحر يقول القرآن الكريم: إنّ هذا الفساد الذي ظهر في البرّ والبحر هو نفس ذاك العمل الذي قدّمه الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون‏[2]. فالمحنة هي في الواقع تجسيد بشكل مرير للأعمال المسبقة التي قامت بها الجماعة الممتحنة «وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ»[3] هي تجسيد للأعمال التي قدّمها الناس أنفسهم، وهي في نفس الوقت موعظة ونذير من اللَّه سبحانه.

على هذا الأساس قلنا: إنّنا في دراسة الجانب الذاتي من المحنة لا بدّ أن نُقيّم‏ أوّلًا شعورنا تجاه المحنة- وهذا ما صنعناه بالأمس‏[4]– ولا بدّ لنا ثانياً أن‏

 

[1] القيت بتاريخ 27/ صفر/ 1389 ه

[2] « ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» الروم 41

[3] الشورى: 30

[4] في المحاضرة الثانية عن المحنة

440

موجّهةً إلى أخيه، أو موجّهةً إلى أخيه الآخر.
إنّ تفاوت درجات الانفعال، إنّ اختلاف موقف الإنسان تجاه هذه المحن، هذا الاختلاف يجب أن يعالجه كلّ إنسان منّا في نفسه لكي يعيش للَّه. وغفر اللَّه لنا ولكم جميعاً.

439

الأرض، واريد أن لا يخرج الناس من دين اللَّه أفواجاً .. فحينئذٍ سوف أرتفع عن حدود العراق وإيران وباكستان، سوف أعيش لمصالح الإسلام، سوف أتفاعل مع الأخطار التي تهدّد الإسلام بدرجة واحدة دون فرق بين العراق وإيران وباكستان وبين أيّ أرجاء العالم الإسلامي الاخرى!! ..

[محاسبة النفس:]

كلّ واحد منّا يجب أن يحاسب نفسه قبل أن يدخل إلى محاسبة الآخرين، يجب أن يتأمّل في آلامه، في انفعالاته النفسيّة، هل هي انفعالات للَّه‏أو انفعالات لمصالحه؟!
إذا كانت انفعالات لمصالحه فيجب أن لا يرجو من اللَّه شيئاً، يجب أن لا يرجو من اللَّه حتّى الثواب. لأنّه هو يتأ لّم لنفسه لا يتأ لّم للَّه، فلماذا يثيبه اللَّه؟ على ماذا يثيبه اللَّه؟! سوف يكون محروماً حتّى من الثواب فضلًا عن الفرج، سوف يكون محروماً حتّى من الثواب الآجل. أمّا إذا كان ألمه للَّه‏حقيقة، إذا كان انفعاله للَّه‏حقيقة، فحينئذٍ سوف يكون أوسع نفساً، سوف يكون أوسع افقاً، سوف ينظر إلى كلّ العالم الإسلامي، إلى كلّ المسلمين، إلى كلّ المشاكل بنظرة واحدة.
هذه المرجعيّة الموجودة اليوم ابتليت بمصائب كثيرة قبل اليوم، ابتليت بمحن كبيرة، ابتليت بمحنة كبيرة قبل بضع سنوات! لكن انظروا هل إنّ درجة التفاعل مع تلك المحن والمصائب التي ابتليت بها المرجعيّة، وابتلي بها الكيان الموجود اليوم، هل إنّ درجة التفاعل بها كانت واحدة؟! إنّ الشخص الذي يعيش للَّه يجب أن يتفاعل مع كلّ هذه المصائب، مع كلّ هذه المحن التي يُبتلى بها هذا الكيان بدرجة واحدة بنحو واحد، سواء كانت النار موجّهة إلى وجهه مباشرةً، أو

dot-icondot-icondot-icondot-icondot-icon