مسألة (5): إذا لم يتساوَ سطوح القليل ينجس العالي بملاقاة السافل، كالعكس (1). نعم، لو كان جارياً من الأعلى إلى الأسفل لا ينجس العالي بملاقاة السافل، من غير فرقٍ بين العلوّ التسنيميّ والتسريحي.
–
(1) لأنّ نكتة السراية إلى تمام الماء لا يختلف الحال فيها بين الماء الساكن المتساوي السطوح والماء الساكن المختلف السطوح، كما يظهر بمراجعة ماحققناه مفصّلًا في بحوث المضاف من نكتة سريان النجاسة في باب المائعات[1]، ونكتة عدم شمول ذلك للماء الجاري إذا لاقت النجاسة جزءه الأسفل، حيث لا ينفعل بذلك الجزء العالي منه[2].
ومجمل الكلام في ذلك: أنّ الملاقاة تسبّب دائرةً للانفعال بقدر دائرة التسلّط التي يراها العرف للنجاسة الملاقية على ما لاقته، وحيث إنّ التسلّط يدورفي الارتكاز العرفيّ مدار صلاحية النجس للنفوذ فكلّما كانت الصلاحية أوسعَ كانت دائرة التسلّط المنتزع عرفاً أكبر، وبالتالي يتحقّق الانفعال في نطاقٍ أشمل.
ومن هنا كانت ملاقاة النجس للجامد متسلّطةً عرفاً على خصوص السطح الذي حصلت معه المماسّة؛ لعدم صلاحية النجس للنفوذ أصلًا. وكلّما كان الجسم الملاقي للنجس أبعدَ عن الانجماد أو أشدَّ ميعاناً كان التسلّط المنتزع عرفاً من ملاقاة المنجّس شاملًا لدائرةٍ أكبر منه، وتسري النجاسة إلى تمام تلك الدوائر.
[1] في الصفحة 149 وما بعدها
[2] في الصفحة 140 وما بعدها