طرفٍ مشتركٍ بينهما- كما إذا قيل بتردّد روايتي إسماعيل بن جابر معاً بين المدوّر والمربّع، فإنّ الطرف المشترك في الإجمالين هو السبعة والعشرون- فأيضاً لاتعارض.
وأمّا إذا كان الأكثر من روايةٍ متمثّلًا في روايتين أو رواياتٍ ظاهرةٍ في مساحاتٍ مختلفةٍ أو مجملةٍ مع عدم طرفٍ مشتركٍ- كما لو قلنا بحجّية رواية إسماعيل بن جابر الاولى، ورواية أبي بصير وتردّدهما بين المربّع والمدوّر، فإنّهما مختلفان حينئذٍ على كلّ تقدير- ففي مثل ذلك يقع التعارض بين أخبار المساحة.
ولكي يتحقّق الأمر الأوّل- وهو سقوط أخبار المساحة عن الحجّية- لابدّ من النظر إلى استحكام هذا التعارض وعدمه، وذلك باستعراض الوجوه المحتملة للجمع العرفيّ بين روايات المساحة المختلفة، فإن تمّ شي‏ء منها لم تسقط عن الحجّية، وإن لم تتمّ استحكم التعارض وسقطت الروايات جميعاً، وبذلك يتحقّق الأمر الأوّل.
وما يتصوّر وجهاً للجمع بين روايات المساحة المتعارضة وجوه:
الوجه الأوّل: حمل أخبار المساحة على العلامية، بأن يقال: إنّها ليست في مقام بيان الحدّ الواقعيّ للكرّ لكي تتعارض، بل في مقام جعل العلامة على الحدّ الواقعيّ، فلا تعارض بينهما.
وتحقيق هذا الكلام بنحوٍ يظهر فيه وجهه ومناقشته هو: أنّ أخبار المساحة يتصوّر فيها بدواً ثلاثة احتمالات:
أحدها: أن تكون فى مقام بيان الحدّ الواقعيّ للكرّ، من قبيل التحديد الواقعيّ للمجتهد- مثلًا- بالقادر على الاستنباط، وهذا حدّ من الدرجة الاولى.
ثانيها: أن تكون في بيان الحدّ من الدرجة الثانية للكرّ، ونقصد به: العلامة