التي تهيّئ أرضية صالحة لتسلّم السلطة.

والآخر: تحريك ضمير الامّة الإسلامية وإرادتها، والاحتفاظ بالضمير الإسلامي والارادة الإسلاميّة بدرجة من الحياة والصلابة تحصّن الامّة ضدّ التنازل المطلق عن شخصيّتها وكرامتها للحكّام المنحرفين.

والعمل الأوّل هو الذي مارسه الأئمّة عليهم السلام بأنفسهم، والعمل الثاني هوالذي مارسه ثائرون علويّون كانوا يحاولون بتضحياتهم الباسلة أن يحافظوا على‏الضمير الإسلامي والارادة الإسلاميّة، وكان الأئمّة عليهم السلام يسندون المخلصين‏منهم.

قال الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام للمأمون وهو يحدّثه عن زيد بن عليّ‏الشهيد: «إنّه كان من علماء آل محمّد صلى الله عليه و آله، غضب للَّه‏فجاهد أعداءه حتّى قُتل في‏سبيله، ولقد حدّثني أبي موسى بن جعفر عليه السلام أ نّه سمع أباه جعفر يقول: رحم اللَّه‏عمّي زيداً، إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد، ولو ظفر لوفى [بما دعا إليه … إنّ زيدابن عليّ لم يدّع ما ليس له بحقّ، وإنّه كان أتقى‏] للَّه‏من ذلك إنّه قال: أدعوكم إلى‏الرضا من آل محمّد»[1].

وفي رواية أ نّه ذكر بين يدي الإمام الصادق عليه السلام مَن خرج من آل محمّد صلى الله عليه و آله فقال: «لا أزال أنا وشيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمّد، ولوددت‏أن‏

 

[1] الوسائل 15: 53، الباب 13 من أبواب جهاد العدو، الحديث 11