القناعة بوجود الأنصار والقدرة على تحقيق الأهداف الإسلامية من وراء ذلك العمل المسلّح‏[1].

ونحن إذا تتبّعنا سير الحركة الشيعيّة نلاحظ أنّ القيادة الشيعيّة المتمثّلة في أئمّة أهل البيت عليهم السلام كانت تؤمن بأنّ تسلّم السلطة وحده لا يكفي ولا يمكّن من تحقيق عمليّة التغيير إسلاماً، ما لم تكن هذه السلطة مدعمة بقواعد شعبية واعيةتعي أهداف تلك السلطة، وتؤمن بنظريّتها في الحكم، وتعمل في سبيل حمايتها وتفسير مواقفها للجماهير، وتصمد في وجه الأعاصير.

وفي نصف القرن الأوّل بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله كانت القيادة الشيعية- بعدإقصائها عن الحكم- تحاول باستمرار استرجاع الحكم بالطرق التي تؤمن بها؛ لأ نّها كانت تؤمن بوجود قواعد شعبيّة واعية أو في طريق التوعية من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، ولكن بعد نصف قرن- وبعد أن لم يبق من هذه القواعد الشعبيّة شي‏ء مذكور ونشأت أجيال مائعة في ظلّ الإنحراف- لم يعد تسلّم الحركة الشيعيّة للسلطة محقّقاً للهدف الكبير؛ لعدم وجود القواعد الشعبيّةالمساندة بوعي وتضحية.

وأمام هذا الواقع كان لابدّ من عملين:

أحدهما: العمل من أجل بناء هذه القواعد الشعبيّة الواعية

 

[1] الكافي 1: 242