عاداه»[1].

وهكذا جسّد هذان النصّان النبويّان الشريفان- في عدد كبير من أمثالهما- كلتا المرجعيّتين في أهل البيت عليهم السلام.

وقد أخذ الاتّجاه الإسلامي القائم على التعبّد بنصوص النبي صلى الله عليه و آله بكلا النصّين، وآمن بكلتا المرجعيّتين، وهو اتّجاه المسلمين الموالين لأهل البيت. ولئن كانت المرجعيّة القيادية الاجتماعية لكلّ إمام تعني ممارسته للسلطة خلال حياته فإنّ المرجعيّة الفكرية حقيقة ثابتة مطلقة لا تتقيّد بزمان حياة الإمام.

ومن هنا كان لها مدلولها العملي الحي في كلّ وقت، فمادام المسلمون بحاجة إلى فهم محدّد للإسلام وتعرّف على أحكامه وحلاله وحرامه ومفاهيمه وقيمه فهم بحاجة إلى المرجعيّة الفكرية المحدّدة ربّانياً المتمثّلة أوّلًا في كتاب اللَّه تعالى وثانياً في سنّة رسوله صلى الله عليه و آله والعترة المعصومة من أهل البيت التي لا تفترق ولن تفترق عن الكتاب كما نصّ الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله.

وأمّا الاتّجاه الآخر في المسلمين الذي قام على الاجتهاد بدلًا عن التعبّد بالنصّ، فقد قرّر في البدء عند وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله تسليم المرجعيّة القيادية التي تمارس السلطة إلى رجالات من المهاجرين وفقاً لاعتبارات متغيّرة

 

[1] وحديث الغدير مستفيض في كتب الحديث عند الشيعة والسنّة معاً، وقد أحصى بعض المحقّقين عدد رواة الحديث من الصحابة فكانوا أكثر من مائة، وعددهم من التابعين فكانوا أكثر من ثمانين تابعيّاً، وعددهم من حفّاظ القرن الثاني فكانوا قرابة ستّين شخصاً من حفّاظ الحديث ورجالاته، وهكذا. لاحظ كتاب الغدير للشيخ الأميني( المؤلّف قدس سره). راجع الغدير 1: 31- 36