الإسلام، ولكي تقوم المرجعيّة القيادية الاجتماعية بمواصلة المسيرة وقيادة التجربة الإسلامية في خطّها الاجتماعي.

وقد جمعت كلتا المرجعيتين لأهل البيت عليهم السلام بحكم الظروف التي درسناها، وجاءت النصوص النبويّة الشريفة تؤكّد ذلك باستمرار. والمثال الرئيسي للنصّ النبوي على المرجعيّة الفكرية حديث الثقلين؛ إذ قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «إنّي أوشك أن ادعى فاجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللَّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أ نّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»[1].

والمثال الرئيسي للنصّ النبوي على المرجعيّة في العمل القيادي الاجتماعي حديث الغدير، حيث أخرج الطبراني- بسند مجمع على صحّته- عن زيد بن أرقم قال: «خطب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بغدير خم تحت شجرات فقال: أيّها الناس يوشك أن ادعى فاجيب، وإنّي مسؤول وإنّكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أ نّك قد بلّغت وجاهدت ونصحت، فجزاك اللَّه خيراً. فقال:

أليس تشهدون أن لا إله إلّااللَّه وأنّ محمّداً عبده ورسوله وأنّ جنّته حقّ وأنّ ناره حقّ وأنّ الموت حقّ وأنّ البعث حقّ بعد الموت وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ اللَّه يبعث مَن في القبور؟ فقالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهمّ اشهد.

ثمّ قال: يا أيّها الناس إنّ اللَّه مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنتُ مولاه فهذا مولاه- يعني عليّاً- اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من‏

 

[1] كنز العمّال 1: 186، الحديث 944، سنن الترمذي 5: 622، الحديث 3788