ورواسبها من وجودها.
والامّة الإسلامية- ككلّ- لم تكن قد عاشت في ظلّ عمليّة التغيير هذه إلّا عقداً واحداً من الزمن على أكثر تقدير، وهذا الزمن القصير لا يكفي عادةً- في منطق الرسالات العقائدية والدعوات التغييرية- لارتفاع الجيل الذي عاش في كنف الدعوة عشر سنوات فقط إلى درجة من الوعي والموضوعيّة والتحرّر من رواسب الماضي والاستيعاب لمعطيات الدعوة الجديدة، تؤهّله للقيمومة على الرسالة وتحمّل مسؤوليات الدعوة ومواصلة عمليّة التغيير بدون قائد.
بل إنّ منطق الرسالات العقائدية يفرض أن تمرّ الامّة بوصاية عقائدية فترة أطول من الزمن تهيّئها للارتفاع إلى مستوى تلك القيمومة.
وليس هذا شيئاً نستنتجه استنتاجاً فحسب، وإنّما يعبّر أيضاً عن الحقيقة التي برهنت عليها الأحداث بعد وفاة القائد الرسول صلى الله عليه و آله وتجلّت بعد نصف قرن أو أقلّ من خلال ممارسة جيل المهاجرين والأنصار لإمامة الدعوة والقيمومة عليها؛ إذ لم يمض على هذه القيمومة ربع قرن حتّى بدأت الخلافة الراشدة والتجربة الرساليّة- التي تولّى جيل المهاجرين والأنصار قيادتها- تنهار تحت وقع الضربات الشديدة التي وجّهها أعداء الإسلام القدامى، ولكن من داخل إطار التجربة الإسلاميّة لا من