خارجها، فاستطاعوا أن يتسلّلوا إلى مراكز النفوذ في التجربة بالتدريج، ويستغلّوا القيادة غير الواعية، ثمّ صادروا بكلّ وقاحة وعنف تلك القيادة، وأجبروا الامّة وجيلها الطليعي الرائد على التنازل عن شخصيّته وقيادته، وتحوّلت الزعامة إلى ملك موروث يستهتر بالكرامات ويقتل الأبرياء ويبعثر الأموال ويعطّل الحدود ويجمّد الأحكام ويتلاعب بمقدّرات الناس وأصبح الفيء والسواد بستاناً لقريش، والخلافة كرة يتلاعب بها صبيان بني اميّة[1].
فواقع التجربة بعد النبي صلى الله عليه و آله وما تمخّض عنه بعد ربع قرن من نتائج يدعم الاستنتاج المتقدّم الذي يؤكّد أنّ إسناد القيادة والإمامة الفكريّة والسياسيّة لجيل المهاجرين والأنصار عقب وفاة النبي صلى الله عليه و آله مباشرة إجراءٌ مبكّر وقبل وقته الطبيعي، ولهذا ليس من المعقول أن يكون النبي صلى الله عليه و آله قد اتخذ إجراءاً من هذا القبيل.
[1] انظر النزاع والتخاصم بين بني هاشم وبني اميّة: 56