اثنا عشر[1].
فإنّ هذه الروايات تحدِّد تلك الفكرة العامة وتشخّصها في الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت، وهي روايات بلغت درجةً كبيرةً من الكثرة والانتشار على الرغم من تحفّظ الأئمّة عليهم السلام واحتياطهم في طرح ذلك على المستوى العام وقايةً للخلف الصالح من الاغتيال أو الإجهاز السريع على حياته.
وليست الكثرة العددية للروايات هي الأساس الوحيد لقبولها، بل هناك- إضافةً إلى ذلك- مزايا وقرائن تبرهن على صحّتها، فالحديث النبويّ الشريف عن الأئمّة أو الخلفاء أو الامراء بعده وأ نّهم اثنا عشر إماماً أو خليفةً أو أميراً- على اختلاف متن الحديث في طرقه المختلفة- قد أحصى بعض المؤلّفين رواياته؛ فبلغت أكثر من مائتين وسبعين روايةً[2] مأخوذةً من أشهر كتب الحديث عند الشيعة والسنّة، بما في ذلك: البخاري[3] ومسلم[4] والترمذي[5] وأبي داود[6] ومسند أحمد[7] ومستدرك الحاكم على الصحيحين[8].
ويلاحظ هنا: أنّ البخاري الذي نقل هذا الحديث كان معاصراً للإمام الجواد والإمامين الهادي والعسكري، وفي ذلك مغزىً كبير؛ لأنّه يبرهن على أن
[1] منتخب الأثر: 10- 45
[2] الشيخ لطف اللَّه الصافي في منتخب الأثر: 10- 45 ذكر فيه( 271) حديثاً
[3] صحيح البخاري 4: 75
[4] صحيح مسلم 2: 191
[5] صحيح الترمذي 2: 45
[6] صحيح أبي داود 2: 207
[7] مسند أحمد 5: 106
[8] المستدرك على الصحيحين 3: 618