الإيمان به إيمان بهذا الرفض الحيّ القائم فعلًا ومواكبة له.
وقد ورد في الأحاديث الحثّ المتواصل على انتظار الفرج، ومطالبة المؤمنين بالمهدي أن يكونوا بانتظاره[1]. وفي ذلك تحقيق لتلك الرابطة الروحية، والصلة الوجدانية بينهم وبين القائد الرافض وكلّ ما يرمز إليه من قيم، وهي رابطة وصلة ليس بالإمكان إيجادها ما لم يكن المهدي قد تجسّد فعلًا في إنسانٍ حيّ معاصر.
وهكذا نلاحظ أنّ هذا التجسيد أعطى الفكرة زخماً جديداً، وجعل منها مصدر عطاءٍ وقوةٍ بدرجةٍ أكبر، إضافة إلى ما يجده أيّ إنسانٍ رافضٍ من سلوةٍ وعزاءٍ وتخفيفٍ لما يقاسيه من آلام الظلم والحرمان، حين يحسّ أنّ إمامه وقائده يشاركه هذه الآلام ويتحسّس بها فعلًا بحكم كونه إنساناً معاصراً يعيش معه، وليس مجرّد فكرةٍ مستقبلية.
[تساؤلات حول المهدي:]
ولكن التجسيد المذكور أدّى في نفس الوقت إلى مواقف سلبيةٍ تجاه فكرة المهدي نفسها لدى عددٍ من الناس الذين صعب عليهم أن يتصوّروا ذلك ويفترضوه.
فهم يتساءلون:
إذا كان المهدي يعبّر عن إنسانٍ حيّ عاصر كلّ هذه الأجيال المتعاقبة منذ أكثر من عشرة قرون، وسيظل يعاصر امتداداتها إلى أن يظهر على الساحة فكيف
[1] منتخب الأثر: 493- 500