ونصل الآن إلى السؤال الرابع وهو يقول: هَبْ أنّ فرضيّة القائد المنتظر ممكنة بكلّ ما تستبطنه من عمرٍ طويل وإمامةٍ مبكّرة وغيبةٍ صامتة، فإنّ الإمكان لا يكفي للاقتناع بوجوده فعلًا.
فكيف نؤمن فعلًا بوجود المهدي؟ وهل تكفي بضع رواياتٍ تُنقَل في بطون الكتب عن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم للاقتناع الكامل بالإمام الثاني عشر على الرغم ممّا في هذا الافتراض من غرابةٍ وخروجٍ عن المألوف؟ بل كيف يمكن أن نثبت أنّ للمهدي وجوداً تاريخياً حقّاً، وليس مجرّد افتراضٍ توفّرت ظروف نفسيّة لتثبيته في نفوس عددٍ كبيرٍ من الناس؟

[تضافر الروايات على فكرة المهدي:]

والجواب: أنّ فكرة المهدي بوصفه القائد المنتظر لتغيير العالم إلى الأفضل قد جاءت في أحاديث الرسول الأعظم عموماً، وفي روايات أئمّة أهل البيت خصوصاً، وأكّدت في نصوصٍ كثيرةٍ بدرجةٍ لا يمكن أن يرقى إليها الشكّ. وقد احصي أربعمائة حديثٍ عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم من طريق إخواننا