بحث حول المهدي‏

                        7- ما هي طريقة التغيير في اليوم الموعود؟

ونصل في النهاية إلى السؤال الأخير من الأسئلة التي عرضناها، وهو السؤال عن الطريقة التي يمكن أن نتصوّر من خلالها ما سيتمّ على يد ذلك الفرد من انتصارٍ حاسمٍ للعدل، وقضاءٍ على كيانات الظلم المواجهة له.
والجواب المحدَّد على هذا السؤال يرتبط بمعرفة الوقت والمرحلة التي يُقدَّر للإمام المهديّ عليه السلام أن يظهر فيها على المسرح، وإمكان افتراض ما تتميّز به تلك المرحلة من خصائص وملابساتٍ لكي تُرسم في ضوء ذلك الصورة التي قد تتخّذها عملية التغيير والمسار الذي قد تتحرّك ضمنه، وما دمنا نجهل المرحلة ولا نعرف شيئاً عن ملابساتها وظروفها فلا يمكن التنبّؤ العلمي بما سيقع في اليوم الموعود، وإن أمكنت الافتراضات والتصورات التي تقوم في الغالب على أساسٍ ذهنيّ لا على اسسٍ واقعيةٍ عينية.
وهناك افتراض أساسيّ واحد بالإمكان قبوله على ضوء الأحاديث التي تحدّثت عنه والتجارب التي لوحظت لعمليات التغيير الكبرى في التأريخ، وهو افتراض ظهور المهديّ عليه السلام في أعقاب فراغٍ كبيرٍ يحدث نتيجةَ نكسةٍ وأزمةٍ حضاريةٍ خانقة. وذلك الفراغ يُتيح المجال للرسالة الجديدة أن تمتدّ، وهذه النكسة تهيّئ الجوّ النفسيّ لقبولها، وليست هذه النكسة مجرّد حادثةٍ تقع صدفةً في تأريخ الحضارة الإنسانية، وإنّما هي نتيجة طبيعية لتناقضات التأريخ المنقطع عن‏