بهيبة الواقع المسيطر عالمياً، وضآلة أيّ فرصةٍ لتغييره من الجذور، وبقدر ما يبعثه الواقع الذي يسود العالم على مرّ الزمن من هذا الشعور تتعمّق الشكوك وتترادف التساؤلات. وهكذا تؤدّي الهزيمة والضآلة والشعور بالضعف لدى الإنسان الى أن يحسّ نفسياً بإرهاقٍ شديدٍ لمجرّد تصوّر عملية التغيير الكبرى للعالم التي تفرغه من كلّ تناقضاته ومظالمه التأريخية، وتعطيه محتوىً جديداً قائماً على أساس الحقّ والعدل، وهذا الإرهاق يدعوه إلى التشكّك في هذه الصورة ومحاولة رفضها لسببٍ وآخر.
ونحن الآن نأخذ التساؤلات السابقة تباعاً لنقف عند كلّ واحدٍ منها وقفةً قصيرةً بالقدر الذي تتّسع له هذه الوريقات.