على الساحة وإقامة العدل على الأرض؟
ويتساءلون أيضاً:
كيف نستطيع أن نؤمن بوجود المهدي حتى لو افترضنا أنّ هذا ممكن؟ وهل يسوغ لإنسانٍ أن يعتقد بصحة فرضية من هذا القبيل دون أن يقوم عليها دليل علمي أو شرعي قاطع؟ وهل تكفي بضع روايات تُنقل عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم لا نعلم مدى صحّتها للتسليم بالفرضية المذكورة؟
ويتساءلون أيضاً بالنسبة إلى ما اعِدّ له هذا الفرد من دورٍ في اليوم الموعود:
كيف يمكن أن يكون للفرد هذا الدور العظيم الحاسم في حياة العالم؟ مع أنّ الفرد مهما كان عظيماً لا يمكنه أن يصنع بنفسه التأريخ ويدخل به مرحلةً جديدة، وإنّما تختمر بذور الحركة التأريخية وجذوتها في الظروف الموضوعية وتناقضاتها، وعظمة الفرد هي التي ترشّحه لكي يشكّل الواجهة لتلك الظروف الموضوعية، والتعبير العملي عمّا تتطلّبه من حلول؟
ويتساءلون أيضاً:
ما هي الطريقة التي يمكن أن نتصوّر من خلالها ما سيتمّ على يد ذلك الفرد من تحوّلٍ هائلٍ وانتصارٍ حاسمٍ للعدل ورسالة العدل على كلّ كيانات الظلم والجور والطغيان، على الرغم ممّا تملك من سلطانٍ ونفوذ، وما يتواجد لديها من وسائل الدمار والتدمير، وما وصلت إليه من المستوى الهائل في الإمكانات العلمية والقدرة السياسية والاجتماعية والعسكرية؟
هذه أسئلة قد تتردّد في هذا المجال وتقال بشكلٍ وآخر، وليست البواعث الحقيقية لهذه الأسئلة فكرية فحسب، بل هناك مصدر نفسيّ لها أيضاً، وهو الشعور