وأمّا رواية بصائر الدرجات[1] فهي ساقطة سنداً؛ لأنّ الشيخ الحرّ ينقلها في الوسائل عن كتاب بصائر الدرجات، وهو يروي هذا الكتاب بطريقه إلى الشيخ الطوسي، وبطريق الشيخ الطوسيّ إلى الكتاب، والشيخ الطوسيّ له طريقان إلى الصفار:
أحدهما: صحيح، ويروي به سائر روايات الصفار، ولكن استثنى من ذلك كتاب بصائر الدرجات، فهو غير مرويٍّ بذلك الطريق الصحيح.
والآخر: طريق يروي به الشيخ كتاب بصائر الدرجات، ولكنّه غير صحيح، كما يظهر من مراجعة الفهرست[2].
نعم، يمكن أن يستدلّ على كفاية التغيّر اللونيّ في التنجيس بخبرين آخرين:
أحدهما: صحيح ابن بزيع بمتنه المختصر الذي رواه الشيخ، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن الرضا عليه السلام قال: «ماء البئر واسع لا يفسده شيء إلّاأن يتغيّر»[3]، فإنّ مقتضى إطلاق التغيّر فيه الشمول للتغيّر اللوني.
إلّاأنّ التمسّك بهذا الإطلاق فرع كون هذا المتن روايةً مستقلّة، لا جزءاً من
[1] بصائر الدرجات: 238- 239، الحديث 13. وسائل الشيعة 1: 161، الباب 9 من أبواب الماء المطلق، الحديث 11
[2] قال في الفهرست في ترجمة محمّد بن الحسن الصفّار القمّي:( … أخبرنا بجميع كتبه ورواياته ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عنه. وأخبرنا بذلك أيضاً جماعة، عن ابن بابويه، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن رجاله، إلّاكتاب بصائر الدرجات فإنّه لم يروهِ عنه ابن الوليد. وأخبرنا به الحسين بن عبيد اللَّه، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن الصفّار …). الفهرست: 220- 221، الرقم 621
[3] التهذيب 1: 409، الحديث 1287